فضائح من العيار الثقيل هزت عرش الإدارة الأمريكية خاصة عقب فوز الرئيس الأمريكي باراك اوباما بفترة ولاية ثانية في نوفمبر العام الماضي, حيث طالت نيرانها العديد من كبار الجنرالات الأمريكيين بعد أن ظن البعض أنهم صاروا محصنين بعد وصولهم الي مناصب عليا. ولكن الآن أصبح كبار الجنرالات قبل صغار الضباط تحت المجهر و يجري معاقبتهم علنا. وفتحت فضيحة الجنرال ديفيد بترايوس بابا لم يوصد لكشف فضائح جنرالات آخرين, ومنذ ذلك الحين بات كبار الضباط يواجهون عقوبات رادعة عن قضايا مخلة منها الخيانة الزوجية والرشوي و لعب القمار. ويؤكد خبراء في الجيش الأمريكي أن القواعد القانونية المطبقة علي الجنرالات لم تتغير, لكن الفضائح الأخيرة ألقت الضوء علي كيفية تطبيق هذه المعايير, فما كان يعالج من قبل بإعفاء أو إحالة للتقاعد بشكل صامت أصبح يتصدر عناوين الصحف. ومن أشهر الفضائح التي زلزلت أركان الإدارة الأمريكية: فجر مكتب التحقيقات الفيدرالية' أف بي آي' خلال تحقيقات أجراها بالصدفة الصيف الماضي فضيحة الجنرال ديفيد بترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية' سي آي إيه' الذي أدار حرب أمريكا في العراق و أفغانستان- حيث كشفت عن علاقه غير شرعية بينه وبين كاتبة سيرته الذاتية باولابرودويلز. وسرعان ما أعلن الجنرال استقالته من منصبه بعد اعترافه بأن هذا النوع من التصرف غير مقبول لا كزوج ولا كمسئول دون أن يتم معاقبته. هزت فضيحة فساد كبري تم الكشف عنها أوائل أكتوبر الحالي أركان البحرية الأمريكية تورط فيها ثلاثة من كبار الجنرالات الذين تم اعتقالهم ويجري التحقيق معهم. كشفت الفضيحة عن مخطط ضخم تقوده شركة' جلين ديفنس مارين آسيا' التي توفر منتجات وخدمات للجيش و المخابرات علي مدار ربع قرن و تبين أنها توفر عاهرات و تتلقي رشاوي من فرقة تدريب الضباط في البحرية. كما كشفت التحقيقات أن شركة' جلين ديفنس مارين' كانت تتقاضي أموالا أكثر من الحد القانوني بعدما أثبتت سجلات المحكمة الفيدرالية المقدمة في سان دييجو أن المبالغ التي حصل عليها رئيس الشركة تجاوزت وحدها01 ملايين دولار منذ عام1102. نهاية المقامر, وفي واقعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ القيادة الاستراتيجية الأمريكية, أقالت البحرية الأمريكية في سبتمبر الماضي الأميرال تيم جياردينا الرجل الثاني في إدارة القوات النووية الأمريكية بسبب تورطه في فضيحة لعب القمار. وبعد أيام من هذه الواقعة, تم إعفاء الميجور جنرال مايكل كاري, الذي كان يقود الفرقة المكلفة بترسانة الصواريخ النووية العابرة للقارات, من مهامه بسبب سوء سلوكه وفقدان الثقة في قيادته. يبدو أن عاصفة الفضائح الجنسية في صفوف الجيش الأمريكي لن تنتهي, حيث كشفت صحيفة' واشنطن بوست' الأمريكية في نوفمبر الماضي عن بدء تحقيقات سرية داخل' البنتاجون' مع عدد من المدربين في قاعدة تكساس الجوية بتهمة التحرش والاعتداء الجنسي علي84 طالبة في القاعدة العسكرية. وبذلك تعد هذه القضية أشهر فضيحة جنسية عسكرية في التاريخ الحديث ل'البنتاجون'التي بدأت بالتحقيق في اغتصاب طالبة بالقاعدة علي يد أحد مدربيها في يونيو1102. كما أظهرت التحقيقات ان نحو22 مدربا بالقاعدة متورطون في سلوك جنسي غير لائق من تحرش جنسي وابتزاز ورسائل إلكترونية غير لائقه تجاه المتدربات. وأقال سلاح الجو الأمريكي اللفتانت كولونيل جيفري كروسينسكي(41 عاما) من منصبه كرئيس قسم مكافحة الاعتداءات الجنسية بعد إيقافه عن العمل في مايو الماضي بتهمة الاعتداء علي امرأة تحت تأثير الخمر. وهكذا تنطبق هذه الواقعة علي المثل الشهير:'حاميها حراميها'.