من خلال الأقمار الصناعية, وبالاتفاق بين دار الأوبرا المصرية و أوبرا الميتروبوليتان بنيويورك تقدم عروض هذه الأوبرا الشهيرة للجمهور المصري من خلال نقلها عن طريق الأقمار الصناعية, حيث تعرض هنا في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية في نفس وقت عرضها في نيويورك. الميتروبوليتان تقدم أشهر أعمال الأوبرا العالمية, وبالطبع من خلال أشهر المغنين والمغنيات لكل طبقات الأصوات, أيضا بالطبع تقدم العروض بمصاحبة أوركسترا الميتروبوليتان وهي من الأوركسترات الكبيرة. لا يكاد يشعر المتفرج المصري بأن ما أمامه ليس عرضا سينمائيا, حيث تقدم الأوبرات علي شاشة ضخمة هي في الواقع من أضخم الشاشات بعد فترة بسيطة يشعر المتفرج أنه أمام عرض مسرحي وليس منقولا علي شاشة فضية. ولعل من أهم ما يقدم للمتفرج هو فترات الاستراحة التي تقدم فيها للمتفرج كواليس هذه الأعمال من خلال أحاديث لكبار الفنانين المشاركين في الأوبرا مع بعض الصحفيين.. هذه الفترات هي بالضبط ما يحدث في الواقع لدينا في كواليس المسارح عندما تعد بعض الأحاديث للفنانين مع الصحفيين, أو لقاءات مع عدد من الجمهور. إن هذا الاتفاق الكبير الذي تم بين الأوبرا المصرية وأوبرا الميتروبوليتان بدأ تنفيذه منذ عامين ليتوقف خلال الفترة الماضية ولتعاود دار الأوبرا مرة أخري تقديم هذه الأعمال الأوبرالية العالمية للجمهور المصري. إن تنفيذ هذا الاتفاق يقدم للمتفرج المصري واحدا من أرقي وأصعب الفنون.. تلك الفنون التي يصعب عليه التعرف عليها في بلدها إلا لعدد قليل للغاية ذلك الذي تتاح له فرصة السفر إلي أمريكا, ثم من يحالفه الحظ في العثور علي تذكرة لحضور هذه العروض المبهرة نظرا لأمرين.. الأول أن سعر التذكرة مرتفع للغاية, والثاني أن معظم الحفلات تحجز تذاكرها قبل بداية العروض بأسابيع وأحيانا بشهور. قد لا يكون لدينا العديد من المتفرجين المصريين الذين يهتمون بمشاهدة عروض الأوبرات الغنائية, ولكن أن يتاح لهم التعرف علي ما يقدم للمتفرج في الخارج هو أمر أجد أنه بالغ الأهمية, حتي يكون لهم علم بما يشاهده المتفرج في الخارج, وأعتقد أيضا أنه بعد فترة سوف يتذوقون هذا الفن عندما يجدون أن الأصوات الأوبرالية ما هي إلا آلات موسيقية ربانية, وهي الصوت البشري الذي يماثل بعضه آلة الكمان, وهو صوت السوبرانو للسيدات, والتينور للرجال, والتشيللو, وهو صوت الباريتون وصوت الباص, وهو الصوت الغليظ الذي يماثل آلة الكونترباص. إذن هي أصوات الآلات الموسيقية.. لكنها من خلال الأصوات البشرية.