كتب عادل الألفي ومحمد شرابي: في مشهد دراماتيكي, انتهي نحو الساعة الثالثة عصرا باصطحاب بعض مصابي الثورة وأسر شهدائها أمين عام المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة الدكتور حسني صابر في سيارته الخاصة مع عدد من أعضاء المجلس الاستشاري إلي مجلس الوزراء لعرض مطالبهم أمام أعينهم. يأتي ذلك بعد احتجاز رئيس المجلس داخل احدي قاعات المجلس لمدة تقارب ربع الساعة سبقها نحو3 ساعات من الشجار المتواصل ما بين عدد من المصابين ورئيس المجلس لتنفيذ مطالبهم تارة, ومصابين مع بعضهم البعض لخلافهم حول أسبقية التنفيذ تارة أخري. وقد وجد الدكتور حسني صابر نفسه محاصرا وسط أصوات الأهالي والمصابين التي هزت أرجاء المكان لدرجة وصلت به للوقوف علي كرسيه وبالخلفية شباك صغير مطل علي الشارع دون أي مفر للخروج وسط الزحام والصراخ والعويل من أهالي الشهداء ومصابي الثورة, مما جعل من الصعب تحديد ما يريده كل شخص علي حدة. انقلبت الأوضاع رأسا علي عقب مع حلول وقت الظهيرة بعد لقاء جمع بين أمين عام المجلس وأربعة من النشطاء المصابين الذين استمع منهم لبعض التصورات والمطالب علي عجلة لوضع هيكلة للمجلس وآليات عمل تجمع ما بين جمعيات مدنية ومتطوعين, ووعدهم حينها بلقاء موسع يستمع فيه لاقتراحاتهم واستفساراتهم للاستفادة بها من أجل تذليل العقبات أمام المصابين وأسر الشهداء. إلا أن الأمور احتدمت بعدما عادوا إليه عندما امتنع أحد الموظفين عن تحديد موعد لهم مثلما قال أمين عام المجلس مما أشعرهم بعدم المصداقية, علي حد قولهم. ومما زاد الأمور سخونة المحاولات المتكررة للاعتداء علي الدكتور حسني صابر حيث حاول أحدهم جذبه من ذراعه اليمني, وذلك في حضور أعضاء من المجلس الاستشاري وهم الدكتور عبدالله المغازي والدكتور عصام النظامي والدكتور شريف زهران والفلاح محمد عبدالمجيد برغش, ثم انتقل الصراع فيما بين المصابين وأسر الشهداء مع بعضهم البعض الي حد الاستباك بالأيدي. وأوضح حسني في رده عليهم أنه معهم قلبا وقالبا وقال إنه تم تحقيق مطلب لكم وهو المقر الدائم لرعايتكم وجار الانتهاء من تجهيزه مما تسبب في عدم نقل الملفات والمعلومات من مقر صندوق رعاية أسر الشهداء والمصابين إليه حتي الآن. وأضاف أن ما تأخذونه ليس معونة أو منة بل هو تكفير عن ذنب المجتمع عما حدث, ولفت الي أنه طلب من الدكتورة فايزة أبوالنجا عند تكليفه بمهام المجلس صلاحيات كاملة, فكان ردها: صلاحيات رئيس وزراء, مضيفا كما طلبت وظيفة بالحكومة لكل مصاب وحصول كل مصاب بعجز رباعي أو فقدان للبصر علي شقة, كما قلت لها نريد المصداقية لأن الشعب كله بيقول انكم كاذبون. ووسط حالة الهرج والمرج أقسم أحد المصابين ويدعي محمد وهو شاب في الثلاثين من عمره من مصابي يناير, أنه سوف يلقي بنفسه ومعه أمين المجلس من الطابق الثاني لو لم يحصل علي شيك بمستحقاته علي الفور, قائلا: أولادي جعانين وبأخد حقن ب150 جنيها, ثم هدد فيما بعد بإشعال النار في نفسه. وكانت ابرز المطالب, صرف مستحقات أسر شهداء ومصابي يناير: و علاج جميع المصابين وتخصيص مستشفي قصر العيني للعلاج بدون تكاليف. ووظائف حكومية علي درجات مالية. ومعاش استثنائي لحين استلام الوظيفة. ووحدة سكنية للمصابين بلا استثناء. وعمل كارنيهات لتسيير الأعمال وليس لاشتراك الأتوبيس. واعتماد القومسيون الطبي المدني للمصابين. وقرض غير مشروط بدون فوائد وسداده علي خمس سنوات علي الأقل. ومن جانبه قال برغش إن الاستشاري سيتابع بلا كلل أو ملل التعامل مع ملف أسر الشهداء أو المصابين الذين دفعوا مهر الحرية للحصول علي حياة كريمة, ومؤكدا أن الحلول العاجلة هي التي ترحم أبناءنا مما رأيناه اليوم, فهو بلاشك يدمي القلوب ويبكي. وأضاف برغش أنه سيتم عرض المطالب فورا علي الاستشاري لتسليمها الي مجلس الوزراء تمهيدا لتنفيذها في أسرع وقت, ومخاطبا الدكتور كمال الجنزوري ووزراءه وكل من بيده أمر الشهداء والمصابين بأن يعتبروهم أبنائهم ويرحموهم فلهم كل الحقوق بالعمل والسكن والمعاش الاستثنائي.