تجسست وكالة الأمن القومي الأميركية إن إس إيه علي60 مليون مكالمة هاتفية في إسبانيا خلال30 يوما في الفترة من ديسمبر2102 ويناير2013, بحسب صحيفة الموندو الإسبانية أمس مما دفع إسبانيا إلي استدعاء السفير الأمريكي في مدريد في ثالث استدعاء أوروبي لسفراء الولاياتالمتحدة بعد فرنسا وألمانيا, وذلك في الوقت الذي اعترفت فيه وكالة الأمن القومي بالتجسس علي هواتف35 من قادة العالم, لكنها نفت تقارير ألمانية بشأن علم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعملية التنصت علي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وكانت مدريد مسرحا لفضيحة تجسس أمريكية جديدة, حيث كشفت صحيفة الموندو بناء علي تسريبات للعميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودين أن الوكالة تجسست علي60.5 مليون مكالمة هاتفية في إسبانيا بين10 ديسمبر2102 و8 يناير2013, بينها أكثر من3.5 مليون اتصال في يوم11 ديسمبر. وأوضحت الصحيفة أن' إن إس إيه' لم تسجل المكالمات بل الرقم المسلسل للهواتف ومواقعها وارقام هواتف بطاقات' السيم كارد' المستخدمة ومدة المكالمات. وفي رد فعل سريع, استدعت الخارجية الأمريكية سفير الولاياتالمتحدة في مدريد جيمس كوستوس لاعطاء توضيحات حول عمليات التنصت علي مسئولين إسبان. وسبق أن استدعت فرنسا السفير الأمريكي في21 أكتوبر الحالي عقب الكشف عن تنصت واشنطن علي ملايين الاتصالات لفرنسيين بينهم قيادات سياسية ورجال أعمال, وتلي ذلك بأربعة أيام استدعاء برلين للسفير الأمريكي بعد فضيحة التجسس علي هاتف ميركل. وشهدت العلاقة بين واشنطنوبرلين معركة جانبية حول علم أوباما بالتنصت علي ميركل. ففي الوقت الذي اعترف فيه مسئولون في الإدارة الأمريكية بتنصت' إن إس إيه' علي المستشارة الألمانية حتي فترة قريبة, فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية نفت بشدة ما ذكرته صحيفة' بيلد ام تسونتاج' الألمانية حول قيام رئيس الوكالة كيث الكسندر بإبلاغ الرئيس الأمريكي خلال2010 بشأن مراقبة اتصالات ميركل الهاتفية التي بدأت عام2002. وتزامن هذا الجدل مع ترقب وصول وفد من مسئولين رفيعي المستوي من المخابرات الألمانية إلي واشنطن لطلب استيضاحات بشأن عمليات التنصت. وبحسب الصحيفة الألمانية فإن أوباما كان يريد الاطلاع بكل التفاصيل شخصيا علي أخبار المستشارة الألمانية- التي لعبت دورا حاسما في أزمة ديون منطقة اليورو وتعتبر أكثر قادة أوروبا نفوذا. وأوضحت الصحيفة أن وكالة الأمن القومي زادت في مراقبة اتصالاتها لتتجاوز هاتف ميركل المحمول- الذي تستعمله للتواصل مع قادة حزبها المحافظ- إلي مراقبة هاتفها الرسمي المشفر. بحيث لم يبق سوي الخط المباشر المؤمن في مكتب المستشارة الألمانية خارج سيطرة الجواسيس الأمريكيين. وجاء هذا التقرير الصحفي ليكذب الرئيس الأمريكي الذي سبق وأكد في اتصال هاتفي مع ميركل عدم علمه بقيام وكالة المخابرات الأمريكية بالتنصت علي هاتفها. وذكرت صحيفة' وول ستريت جورنال'الأمريكية أمس نقلا عن مسئولين أمريكيين أن عملية التنصت علي المستشارة الألمانية تم إيقافها عقب تحقيق داخلي أجري بتكليف من الحكومة الأمريكية في الصيف الماضي. وأن التحقيق كشف عن أن وكالة الأمن القومي تجسست علي35 من قادة العالم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية قوله' إنه عندما علم البيت الأبيض بذلك أوقف بعض عمليات التنصت ومنها التنصت علي ميركل'. وذكر مسئولون في الإدارة الأمريكية للصحيفة إن وكالة الأمن القومي تنفذ عمليات تنصت عديدة ومتوازية بشكل يصعب معه عمليا إطلاع أوباما عليها جميعا. وأضاف المسئولون أنه رغم أن الرئيس الأمريكي يحدد القواعد الأساسية للحصول علي المعلومات فإن جهات أدني تقوم بتحديد الأهداف مثل وكالة الأمن القومي. ومثل تقرير الصحيفة الأمريكية أول اعتراف علني للحكومة الأمريكية بالتنصت علي اتصالات هاتفية لقادة العالم. وفي رد فعل علي تقرير وول ستريت جورنال, أكد البيت الأبيض إجراء تحقيقات داخلية حول أنشطة التنصت المخابراتية للولايات المتحدة في دول حليفة.