تشهد جامعات مصر هذه الأيام حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق, اشتباكات وعنف وتجاوزات وكأننا في ساحة معركة. طلاب المحظورة أرادوها فوضي وإرباكا وتخريبا للعملية التعليمية وللحركة الطلابية في مختلف جامعات مصر بل أنهم يصرون علي أن هذه الفوضي داخل الجامعات ضمن مسلسل الفوضي الذي تنظمه المحظورة خارج أسوار الجامعة. ووسط هذه الأحداث تستدعي القيمة الحقيقية التي يجب أن تكون عليها الحركة الطلابية ونتساءل.. كيف ستكون شكل الحياة السياسية داخل الجامعة؟ هل سيتم وأد الحركة الطلابية ؟ وماذا يريد الطلاب الذين يمارسون العنف وكيف يتم التعامل معهم قانونيا؟. عبد الرحمن فاروق, المنسق العام السابق لحركة تحرير يؤكد أن الحياة السياسية تشهد ملابسات عديدة مع وجود مظاهرات تعبر عن مختلف التوجهات, وأشار فاروق إلي أن الحركة الطلابية في الجامعة مطالبة بأن تخرج من تحت عباءة طلاب الإخوان ومعارضيهم معا, مؤكدا أن الغلبة ستكون من نصيب طلاب الحركات الثورية الذين يظهر مجهودهم ودورهم في الجامعة دون البحث عن مناصب أو غيره خاصة أن الطلاب جربوا الفلول وجماعة الإخوان المحظورة ولم يجدوا منهما أي نجاح يذكر. وأكد عبد الرحمن أن هناك عددا من الحركات الطلابية داخل الجامعة هي الأكثر تأثيرا, مثل حركة تحرير جامعة القاهرة, وحركة مقاومة, والاشتراكيين الثوريين, وشباب حزب الدستور, و6 أبريل الجبهة, و6 أبريل أحمد ماهر, ورابطة الطلاب الليبرالية, وحركة أحرار, وشباب الأزهر الحر, وطلاب الدستور, وشباب الفكر الناصري, وحركة كفاية. كريم بلال, رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس يتوقع صعود أسهم حركات طلاب حزب الدستور والتيار الشعبي ومصر القوية خلال الفترة المقبلة لأنهم يمتلكون بعض التنظيم إلا أنه لم يستبعد في الوقت نفسه أن يتحقق سيناريو آخر مختلف لشكل الحياة السياسية داخل الجامعة, واعتبره الأقرب للواقع وهو أن طلاب الإخوان وطلاب الحركات الثورية سيتم تنحيتهم جانبا, وسيخرج للنور طلاب عاديون يقومون بتكوين اسر جديدة يمارسون من خلالها النشاط الطلابي, لأن كل التيارات السابقة لم تحقق طموحاتهم ورغباتهم. وأكد كريم أنه فيما يتعلق بسيناريو الصراع فإنه سيكون بين القوي الثورية والإخوان للتواجد داخل الاتحادات الطلابية, وشكل هذا الصراع ستحدده قوة الإخوان, هل سيستطيعون الوقوف علي أقدامهم والتعافي من الصفعة التي تعرضوا لها, أم أنهم لن تقوم لهم قائمة مرة أخري, مشيرا إلي أن الإخوان خارج الجامعة يمارسون أقصي درجات التعذيب لأنفسهم بما يقومون به ولعدم رضائهم واقتناعهم بما حدث بعد ثورة30 يونيو. وشدد كريم علي ضرورة أن يقبل طلاب الإخوان بالأمر الواقع وأن يشاركوا في الحياة السياسية حتي يحافظوا علي حزب الحرية والعدالة, والصورة تبدو مشابهة داخل الجامعة وطلاب الإخوان أمامهم خياران الأول يشبه ما قام به الإخوان خارج أسوار الجامعة وهذا يعني نهايتهم, أما السيناريو الثاني فهو محاولة الاستفادة بما تبقي لهم من قوة وتنظيم والعمل من خلال الأنشطة الطلابية. أما أحمد خلف, رئيس اتحاد طلاب كلية سياسة واقتصاد, جامعة القاهرة, فيقول إن الحياة السياسية في الجامعة تشهد حراكا طلابيا كبيرا يتمثل في التصدي لأي محاولة قمع الحياة داخل الجامعة, مشيرا في نفس الوقت إلي عدم ظهور أو سيطرة أي حركة سياسية علي الحياة في الجامعة. وأضاف خلف أنه كطالب جامعي ومع الكثيرين يعارضون لأنهم لديهم قضية يدافعون عنها, وليس لكونهم ضد السلطة, فعندما خرجوا بمظاهرات من الجامعة ضد الإخوان العام الماضي, لم تكن ضد الإخوان كفصيل ولكن لأنهم استغلوا السلطة لمصلحتهم, وبدأوا في إعادة نظام مبارك, مؤكدا أن طلاب الجامعة سيتحركون ضد من يقف أمام طموحاتهم وحريتهم, وأمام من سيحاولون عودة جامعة دولة مبارك. وأكد خلف أن العام الدراسي في رأيه لن يشهد ظهور حركات طلابية تنظيمية مركزية, فكل التيارات والحركات السياسية الموجودة علي الساحة هشة وليس لديها أرضية صلبة أو اتجاه فكري معين, وبالتالي لن تكون هناك حركات طلابية مؤثرة وبارزة في العمل الطلابي مؤكدا أن العام الدراسي الماضي شهد بداية تشكيل تيارات سياسية طلابية لأول مرة منذ ما يقرب من40 عاما, فمنذ لائحة77 الطلابية لم يكن لدينا أي تيارات سياسية داخل الجامعة, وبالتالي فالفكرة وليدة, وكانت مبشرة بدليل ما شهدناه في الانتخابات الطلابية العام الماضي, ولكنه لم يتوقع أن تتطور هذه الخريطة لأننا مقبلون علي مرحلة مختلفة ومعقدة بعض الشيء. وأشار إلي أن رؤساء الاتحادات والقيادات الطلابية تحاول جاهدة التصدي لأي من أنواع العنف في الجامعة, وأن يكون لأي فصيل حق التظاهر طالما كانت مظاهراته سلمية بعيدة عن العنف, وسيتم ذلك من خلال ميثاق شرف يتم وضعه علي مستوي القيادات الطلابية. ويقول حسن سالم, المنسق الإعلامي لنادي الفكر الناصري بالجامعات أن الأسبوع الأول من الدراسة شهد عددا كبيرا من المظاهرات وتحديدا من طلاب الإخوان المسلمين, خاصة أن هناك حركة طلابية جديدة اسمها حركة طلاب ضد الانقلاب. أما فيما يخص الطلاب الناصريون واليسار فاعترف حسن سالم بأن وجودهم ضعيف, وأنهم غير مؤثرين في الفترة الأخيرة نتيجة التشويهات التي تعرضوا لها خلال فترة حكم الإخوان.