جاء الفيلم الوثائقي غضب البحر والنهر مختلفا عن الأفلام التي وثقت لثورة يناير, حيث تدور احداثه في اقصي شمال مصر في محافظة دمياط ليؤكد أن الثورة لم تكن في القاهرة وحدها ويلقي الضوء علي محافظة اتسمت بالهدوء وحب العمل, و تفردها بالتقاء نهر النيل والبحر المتوسط. يتناول الفيلم في مضمونه جميع الحركات والأحزاب والمواطنين العاديين الذين شاركوا في الثورة بمحافظة دمياط.. حيث يبدأ الفيلم بأغنية الحزب الوطني في مصلحتك والتي جاءت بصورة مختلفة عن الواقع المغاير لكلماتها, وهي أسباب قيام الثورة ككارثة العبارة وتصدير الغاز المصري لإسرائيل وأحداث المحلة وتزوير الانتخابات وحريق قطار الصعيد ومقتل خالد سعيد, وانتهاكات الشرطة ضد المواطنين, والوضع الاقتصادي المتردي في مصر, ثم تعرض الفيلم للقطات حية قبل الثورة لمظاهرات حركة6 أبريل في التنديد بنتيجة انتخابات مجلس الشعب والتي وصفوها بالتزوير, وأيضا نزول العديد من الأحزاب والحركات لمساندة ثورة تونس, ثم استعرض الفيلم أحداث الثورة يوما بيوم في دمياط من يوم52 يناير وحتي يوم التنحي, وعرض الفيلم لقطات من داخل المظاهرات والتي فاق عددها قبل يوم التنحي السبعين ألفا من أبناء المحافظة. وكانت الشرارة الأولي لاندلاع الثورة في دمياط كما روي الفيلم هي السيدة زينب سلطان ربة المنزل التي وقفت أمام عربات الأمن المركزي وتحدت كل قيادات الشرطة وقادة الأحزاب الذين كانوا قد قرروا إنهاء التظاهرات والانصراف, وفاجأتهم باعلانها الاعتصام في ميدان الساعة حتي سقوط النظام ووقفت تهتف بالحرية مما أجبرهم علي الصمود وقرروا الاعتصام معها ولم ينصرفوا حتي سقط النظام, وأثبتت أن الشعب هو من يقرر وليست القيادات. واستعانت أسرة الفيلم بمن ساهموا إسهاما فعليا في قيام الثورة, وكيف نظموا هذه المسيرات الحاشدة ودعوا إليها, ومعظمهم من القيادات السياسية والحزبية وحركة6 أبريل, ومواطنين عاديين وحوارات حية أجريت وقت الثورة مع أعضاء من الحزب الوطني وأعضاء مجلس الشعب من المؤيدين لمبارك, كما تم الاستعانة بتعليق صوتي لرواية باقي احداث الفيلم, وتم عمل لقاءات مع بعض من مصابي الثورة في دمياط بالغاز والخرطوش ومنهم طفل لم يتعد عمره6 سنوات فقد إحدي عينيه بطلق خرطوش امام أحد الأقسام, كما تم التصوير في منزل أحد شهداء دمياط خالد علي وحكت أمه عن تجربتها مع فقد ابنها. الفيلم فكرة وإعداد وتوثيق الكاتب الصحفي حلمي ياسين, وسيناريو وكتابة تعليق ومونتاج السيناريست أحمد محمد حلبة ومن اخراج أحمد صيام.. الفيلم في نسخته الأصلية تعدي الساعتين وربع الساعة. حصل الفيلم علي جوائز في كل المهرجانات التي شارك بها, فحصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في دورته ال82, وحصل مخرج الفيلم أحمد صيام عن الفيلم نفسه أيضا علي جائزة قدرها51 ألف جنيه من مهرجان موسم الفنون المستقلة بدعم من قطاع الانتاج الثقافي لدعم انتاج فيلمه المقبل والذي يعكف علي كتابته حاليا مع السيناريست أحمد محمد حلبة, وهو فيلم روائي قصير بعنوان المنتقبة.