التقي الأهرام بأسر ضحايا ومصابي الحادث الذين ذكروا تفاصيل اللحظات العصيبة والمأساة التي عاشوها والدموع تسبق كلماتهم ولسان حالهم يقول إنهم غير مصدقين أنهم مازالوا علي قيد الحياة بعدما رأوا أقاربهم وقد سقطوا علي الأرض قتلي أمام أعينهم في ثوان معدودة وكأنهم كانوا علي موعد من القدر. لان معظم الضحايا أقارب وحضروا إلي حفل الزفاف في أتوبيس واحد ولأن الإرهاب لا يفرق بين المسلم والمسيحي والهدف منه هو النيل من وطننا مصر فيرقد من بين المصابين بمعهد ناصر4 مسلمين كانوا يشاركون اخوانهم الأقباط فرحهم الذي تحول إلي مأتم وهم معهم أيضا في الحزن يرقدون إلي جوارهم علي السرير بالمستشفي. كان أكثر الضحايا تأثرا مريم نبيل فهمي(21 سنة) التي لقيت مصرعها متأثرة باصابتها بعدة طلقات نارية وقد قام الأطباء بإجراء عدة عمليات جراحية لها لإنقاذ حياتها إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة صباح أمس بمستشفي معهد ناصر وأمام مشرحة المستشفي اصطف أقاربها في انتظار تسليم الجثمان حيث يرقد والدها ووالدتها بين الحياة والموت بمستشفي الساحل وابنتها تبحث عمن يشيعها ليروي عمها بشري فهمي اللحظات العصيبة التي فقد فيها معظم عائلته ما بين قتيل ومصاب, ويقول: مات اثنان من اشقائي وابنة شقيقي وأصيب5 آخرون والقدر أنقذني من الموت عندما سبقتهم إلي داخل الكنيسة لاسمع بعدها دوي الرصاص فاخرج لاجدهم غارقين في دمائهم, موضحا أن العروس هي ابنة شقيقته وانهم يقيمون بمنطقة أوسيم بينما يقيم العريس بمنطقة الجبل الأحمر ولهم أقارب آخرين بحلوان لذا قررنا اقامة حفل الزفاف بكنيسة العذراء بالوراق حتي يسهل علي الجميع الحضور ولم ندر أننا نجتمع لنموت معا وتجمعنا بمنطقة أوسيم للتوجه إلي الكنيسة ووصلنا بالفعل قبل ميعاد الحفل بربع ساعة حيث كان يسبقنا حفل زفاف آخر بالكنيسة لذا انتظر الجميع بالخارج حتي ينتهي الحفل السابق لنا وما أن بدأ أصحابه في الخروج حتي تزايدت الاعداد أمام الكنيسة وفوجئنا بالهجوم الغاشم. وفي الطابق الرابع من مستشفي معهد ناصر يرقد9 من مصابي الحادث الأليم ومنهم عوض بطرس زوج شقيقة العروس الذي قرر أنه يقيم بحلوان ومجموعة من أقاربه وتوجهوا لحضور حفل زفاف شقيقة زوجته ونظرا لبعد المسافة بين أهالي العروس بأوسيم ونحن بحلوان والعريس بالجبل الأحمر تم اختيار كنيسة العذراء وبعد أن وصلنا بدقائق معدودة فوجئنا بصوت الرصاص ومن بعدها لم أدر إلا وأنا بالمستشفي. أما مارينا ماجد جورج(21 سنة) الطالبة بالصف السادس الابتدائي والتي ذهبت لحضور حفل زفاف قريبتها فتقول فوجئت بصوت الرصاص فظللت أصرخ حتي أصبت بطلق ناري بالقدم وقام الأهالي بنقلي إلي المستشفي داخل التوك توك لتأخر وصول الإسعاف. كما يرقد أيضا عماد سيد عبدالفتاح جار أسرة العروس بمنطقة أوسيم وهو ملتح إلا أنه أشار إلي أن علاقته بجيرانه الأقباط جيدة جدا وحضر معهم لحضور زفاف ابنتهم بالكنيسة ليصاب بطلق ناري بالبطن وآخر بالقدم.