أظهرت دراسة مصرية حديثة أجريت بالتعاون مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب أن تزايد الإصابة بمرض ضعف عضلة القلب في مصر يرجع لعدة أسباب من أهمها زيادة حدوث جلطات القلب الحادة, وارتفاع نسب الإصابة بالحمي الروماتيزمية, أو بسبب العلاج الكيميائي في مرضي الأورام السرطانية الذي تزيد معه فرص حدوث المرض جاء ذلك خلال الندوة العلمية التي نظمتها جمعية القلب المصرية أخيرا, وكشفت المناقشات عن زيادة وبائية للمرض علي مستوي العالم, وأن هناك500 ألف حالة جديدة يتم تشخيصها سنويا, وتصل نسبة الوفيات بالمرض إلي50% بعد5 سنوات من بداية التشخيص. وتناول الدكتور شريف الطوبجي أستاذ ورئيس جمعية القلب المصرية دور الجمعية في التعليم الطبي المستمر لتدريب شباب الأطباء عن طريق الندوات وورش العمل للتعرف علي أسباب المرض وطرق التشخيص المبكر وأساليب العلاج الحديثة. وأوضح الدكتور مجدي عبد الحميد أستاذ أمراض القلب بطب قصر العيني ومقرر الندوة من خلال بحث مشترك مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب شارك به25 مركزا طبيا من الجامعات والمعاهد والمستشفيات التعليمية, أن هناك تزايدا ملحوظا في حالات ضعف عضلة القلب نتيجة ارتفاع الإصابة بمرض الحمي الروماتيزمية المسببة لضيق أو ارتجاع الصمامات الميترالي والأورطي. وأضاف أن من أسباب تزايد المرض في مصر حدوث جلطات القلب الحادة نتيجة قصور الشرايين التاجية, وارتفاع ضغط الدم دون علاجه, وضيق أو ارتجاع الصمام الميترالي والأورطي الشديد, وأيضا الاختلال الكهربي لنبضات القلب, وقد يحدث ضعف عضلة القلب إما بسبب التهاب فيروسي لعضلة القلب أو نتيجة ضعف أولي وراثي بعضلة القلب, أو بسبب العلاج الكيميائي في مرضي الأورام السرطانية. ويعد التشخيص الدقيق مهما, كما يري الدكتور مجدي من خلال أشعة الصدر ورسم القلب والتحاليل المعملية وإجراء الموجات الصوتية للكشف عن كفاءة عضلة القلب وأسباب اعتلاله سواء نقص كفاءة العضلة او اختلال انبساط البطين الأيسر كسبب لأعراض هبوط عضلة القلب في40% من المرضي. ويوضح أن طرق العلاج تتم بداية بالعقاقير وتشمل مدرات البول وتحديد الجرعات المناسبة, وتدريب المريض علي مراقبة استخدام مدرات البول, وتغيير العادات الغذائية كتجنب ملح الطعام, والمشروبات الغازية والمعلبات والمواد المحفوظة, وظهرت علاجات حديثة ثبت أنها تحسن كفاءة عضلة القلب, كما تقلل معدلات الوفيات بنسبة30% وذلك من خلال علاج منشط لعضلة القلب في الحالات الحادة يتم إعطاؤه بالمستشفي عن طريق الوريد, بجانب عقاقير تعمل علي توسيع الأوردة والشرايين وتقلل التليف والالتهابات, وتبين أن إعطاءها بالمستشفي يقلل من الأعراض ويحسن من وظائف الكلي. وفي الحالات التي تقل فيها كفاءة عضلة القلب رغم العلاج الدوائي, نلجأ لاستخدام منظم القلب الصناعي ذي الثلاثة أسلاك( المتعدد الغرف), ويناسب المرضي الذين يعانون عدم تزامن لانقباض البطين الأيسر, حيث يحسن من كفاءة عضلة القلب ولكن مازالت تكلفته مرتفعة.