ارتخاء الصمام الميترالي يقوم الصمام الميترالي الذي يقع في الجهة اليسرى من القلب بربط الجحرة العلوية للقلب (الأذين) بالبطين أسفل منها. يتحكم هذا الصمام الذي يتكون من شرفتين في حركة الدم بين حجرات القلب، وذلك عندما يعمل بصورة طبيعية،. إلا أنه في بعض الأشخاص تصاب إحدي شرفتي الصمام بالارتخاء، مما يؤدي إلى مزيد من أصوات القلقلة التي يسمعها الطبيب عند الاستماع إلى القلب بالسماعة. قد يؤدي هذا الارتخاء في الصمام الميترالي إلى فشل الصمامات في أن تغلق بصورة صحيحة مما قد ينتج عنه ارتداد الدم عند ضخه عن طريق البطين مرة أخرى إلى الأذين. يصدر ارتداد الدم مرة أخرى إلى الأذين صوتاً يسمى همهمة، ولعل هذا المزيج من الأصوات هو الذي أدى إلى تسمية ارتخاء الصمام الميترالي بمتلازمة القلقلة - الهمهمة. تعد هذه الحالة غير مضرة بصفة عامة وتكثر عند النساء أكثر منها عند الرجال، كما أنه من الشائع أن تظهر عند النساء الاتي يعانين من الانحناء الجانبي أو من بعض التشوهات الهيكلية. الأعراض والعلامات: 1. في أغلب الأحيان لن تظهر أية أعراض، فارتخاء الصمام الميترالي قد يتم اكتشافه بالصدفة عند الفحص الدوري للقلب. 2. نوبات قصيرة من الخفقان. 3. آلام في الصدر: يكون الألم حاد أو بمثابة التعرض للطعن. قد يستمر الألم بضع ساعات أو بضعة ايام ولا يظهر هذا الألم نتيجة ممارسة الرياضة. لا تزال أسباب هذا الألم غير معروفة. يعتقد بعض الأطباء أن هذا الألم يرجع إلى البنية غير الطبيعية لعظام الصدر أو للتغيرات في التوتر العضلي لجدار الصدر. بالرغم من الألم فإن المسار المتوقع لارتخاء الصمام الميترالي جيد جداً. التشخيص: في الغالب يقوم الطبيب بتشخيص ارتخاء الصمام الميترالي بمساعدة السماعة الطبية فقط. وقد يطلب الطبيب رسم قلب. في حال زاد الخفقان قد يطلب الطبيب رسم قلب بجهاز هولتر لتسجيل نشاطات القلب خلال 24 ساعة. قد يقوم الطبيب أيضاً بإجراء فحص تأكيدي عن طريق الموجات فوق الصوتية على القلب. هل هذا المرض خطير؟ في أغلب الأحوال يتم اكتشاف ارتخاء الصمام الميترالي أثناء الفحص الدوري للقلب بالسماعة الطبية. نادراً ما تكون هذه الحالة مدعاة للقلق. ففي نسبة ضئيلة جداً من الحالات قد يسبب ارتخاء الصمام الميترالي نوبات من الخفقان (سرعة ضربات القلب)، آلام في الصدر و تسريب للدم عبر الصمام مما يستلزم معه العناية الطبية المنتظمة أو حتى الجراحة. العلاج: إن الغالبية العظمى ممن يعانون من هذه الحالة يعيشون حياة طبيعية، يصلون إلى متوسط العمر المتوقع ولا يحتاجون إلى إجراء أي تغييرات على طريقة حياتهم. بالنسبة لأغلبهم فإن هذه الحالة لا تمثل سوى اختلاف بسيط عن الحالة الطبيعية. في بعض الحالات يكون ارتخاء الصمام الميترالي أحد أسباب الإصابة بالتهاب بطانة القلب المعدية. كإجراء وقائي، يفضل استخدام المضادات الحيوية الوقائية قبل أى معالجة للأسنان و قبل بعض العمليات الجراحية. في حالة الاصابة بارتخاء الصمام الميترالي الذي يسبب حالات متكررة ومزعجة من الخفقان، قد يصف الطبيب دواء مثل الاندرال أو الكونكور. يمنع هذا الدواء التأثير المنبه لهرمون الإبينفرين على القلب. ضيق الصمام الميترالي يقع الصمام الميترالي في الجهة اليسرى من القلب بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر. يحافظ هذا الصمام على استمرار تدفق الدم في اتجاه واحد من الأذين إلى البطين. أسباب ضيق الصمام الميترالي: 1. في الغالب تكون الحمى الرومانيزمية هي السبب الرئيسي. 2. الأسباب الأخرى تشمل: ضيق الصمام الميترالي الخلقي، حيث يولد الانسان بصمام ضيق، الأورام مثل الورم المخاطي للأذين الأيسر الذي يعوق عملية فتح الصمام، وكذلك العدوى. ماذا يحدث للقلب و الجسم نتيجة هذا الضيق؟ في هذه الحالة تبدأ شرفتي الصمام الميترالي في الالتحام تدريجياً مما يزيد من صعوبة مرور الدم - القادم من الرئتين إلى الأذين الأيسر- عبر الصمام الميترالي إلى البطين الأيسر. عنما تصبح هذه الحالة أكثر شدة، يبدأ الدم في الرجوع إلى الرئتين مرة أخرى مما يؤدي إلى تراكم بعض السائل في الأكياس الهوائية في الرئتين (احتقان). الأعراض والعلامات: 1. ضيق النفس والذي يشتد لدرجة يصبح معها الاستلقاء على السرير مستحيلاً (ضيق النفس الاضطجاعي) و أحياناً قد يستيقظ المريض بعد ساعتين من النوم مع ضيق شديد في النفس و حاجة للهواء (ضيق النفس الليلي الانتيابي) 2. يعد الاجهاد من الأعراض الشائعة. 3. في بعض الحالات قد يسعل المريض بعض الدم ( نفث الدم) 4. تعد ضربات القلب غير المنتظمة أو الخفقان نتيجة للرجفان الأذينى الشديد من الأعراض الشائعة أيضاً 5. عند الفحص، سيستمع الطبيب إلى القلب و سيلاحظ وجود همهمة غير طبيعية للقلب. الفحوصات التشخيصية: سيقوم الطبيب بطلب كل الفحوصات التشخيصية الآتية أو أى منها: أشعة عادية على الصدر: والتي تزود الطبيب بمعلومات عن حجم القلب وحجراته الأربعة، وكذلك بمعلومات عن الرئتين. من الشائع أن يجد الطبيب تضخم في الأذين الأيسر و احتقان في الرئتين. رسم القلب: يرصد هذا الفحص التغيرات في النشاط الكهربي التي تحدث خلال ضربات القلب. وهو يساعد على تشخيص عدم انتظام ضربات القلب ونظمه (ايقاعه) وكذلك على رصد تضخم عضلة القلب أو تلفها. من الشائع وجود رجفان أذيني عند الإصابة بضيق الصمام الميترالي. الموجات فوق الصوتية على القلب : يستخدم هذا الفحص الموجات فوق الصوتية لفحص و قياس شكل القلب. من المهم أن يتم قياس مساحة الصمام ودرجة ضيقه. يساعد هذا الفحص على تحديد جودة الصمام ومدى أصابته بالتكلس. تتسم هذه المعلومات بالأهمية عند وضع خطة العلاج.
قسطرة القلب التشخيصية: إذا تعدى المريض أربعين عاماً سيقوم الطبيب بطلب تصوير الشرايين التاجية. من الضروري أن يحدد الطبيب ما إذا كانت الشرايين التاجية مصابة بأي ضيق، وفي هذه الحالة يقوم جراح القلب بإجراء عملية توسيع الشرايين التاجية أثناء إجراء جراحة توسيع الصمام. العلاج طبياً: تعد الوقاية هي أفضل خيار خاصةً وأن الحمى الروماتيزمية هي السبب الرئيسي. فالعلاج المناسب لالتهابات الحلق العقدية هو العامل الرئيسي للوقاية من الحمى الروماتيزمية ومن تلف صمامات القلب. توسيع الصمام الميترالي بالقسطرة البالونية: بمعنى توسيع الصمام الميترالي باستخدام القسطرة القلبية. يكون هذا الخيار متاح في حالة إصابة الصمام ببعض التكلس البسيط مع عدم وجود أي ارتجاع في الصمام الميترالي. جراحياً: في حالة عدم إصابة الصمام بالتكلس يكون العلاج بإجراء جراحة قلب مفتوح لتوسيع الصمام. أما إذا كان الصمام يعاني من التكلس و التلف الشديد، فالعلاج يكمن في استبداله بصمام ميكانيكي أو صمام حيوي اصطناعي (من البقر أو الخنازير). ارتجاع الصمام الميترالي يحدث ارتجاع الصمام الميترالي في حالة عدم التقاء وريقات (شرفات) الصمام الميترالي عندما يكون الصمام مغلقاً. نتيجة لذلك يتدفق الدم مرة أخرى إلى الخلف إلى الأذين الأيسر بدلاً من تدفقه إلى الشريان الأورطى عندما ينقبض البطين الأيسر. يؤدي الضغط الناتج والمتزايد في الأذين الأيسر إلى ضخ الدم مرة أخرى إلى الرئتين. كما أن القلب يضطر للعمل بقوة أكبر نتيجة ارتداد بعض الدم إلى الخلف. نتيجة لذلك يتمدد البطين الأيسر و يبدأ في الانهيار. الأسباب: 1. الحمى الروماتيزمية . 2. ارتخاء الصمام الميترالي. 3. وجود عيب خلقي في الصمام الميترالي، التهاب بطانة القلب المعدية وكذلك مرض الشريان التاجي ( يسمى ارتجاع الصمام الميترالي الإقفاري نتيجة عدم كفاية الدم الداخل للعضلات التي تتحكم في وظيفة الصمام). 4. التحلل المخاطي، حيث تضعف بعض خلايا القلب ويكون الصمام عرضة للاصابة بالارتجاع. قد تؤثر هذه الحالة في أجزاء مختلفة من الصمام الميترالي، فعلى سبيل المثال، قد تتمزق الحبال التى تربط الصمام بالعضلات المستبطنة (الكامنة أو الموجودة تحته) 5. في بعض الأحيان يحدث ارتجاع الصمام الميترالي بصورة مفاجئة نتيجة تمزق العضلات الحليمية بسبب التعرض لأزمة قلبية أو كأحد مضاعفات عملية توسيع الصمام الميترالي بالبالون عن طريق القسطرة. في كلا الحالتين تكون حالة المريض سيئة للغاية و يستلزم الأمر خضوعه لجراحة طارئة. الأعراض والعلامات: 1. الخفقان (احساس المريض بنبض القلب وعدم انتظامه) 2. إحساس مزمن بالضعف والإجهاد. 3. ضيق النفس، السعال وفي بعض الأحيان السعال المصحوب بنفث الدم. 4. في بعض الحالات الشديدة المفاجئة، يكون ضيق النفس شديد للغاية لدرجة الاحتياج إلى جهاز للتنفس. 5. عند الفحص يستطيع الطبيب سماع صوت همهمة على القلب. الفحوصات التشخيصية: لتشخيص وتحديد العلاج المناسب للصمام المعتل، يقوم الطبيب بالحصول على تقرير كامل عن التاريخ الطبي للمريض، بفحص المريض بدقة وبطلب أي من الفحوصات التشخيصية الآتية: أشعة عادية على الصدر: والتي تزود الطبيب بمعلومات عن حجم القلب (المتضخم في هذه الحالة) وحجراته الأربعة، وكذلك بمعلومات عن الرئتين. من الشائع أن يجد الطبيب احتقان في الرئتين. رسم القلب: يرصد هذا الفحص التغيرات في النشاط الكهربي التي تحدث خلال ضربات القلب. من الشائع وجود رجفان أذيني. الموجات فوق الصوتية على القلب : يستخدم هذا الفحص الموجات فوق الصوتية لفحص و قياس شكل القلب. يقوم الصدى بتوضيح أداء الصمام الميترالي والسبب وراء إصابته بالارتجاع وكذلك يعطي معلومات عن وظيفة القلب. قسطرة القلب التشخيصية : بعد حقن المريض بسائل يسمى الصبغة المتباينة، يساعد هذا الفحص على تصوير الأوعية الدموية وقياس الضغط داخل حجرات القلب. في العادة يطلب الطبيب تصوير الأوعية التاجية إذا تعدى المريض أربعين عاماً. في حالة إذا كانت الشرايين التاجية للمريض مصابة بأي ضيق، سيقوم جراح القلب بإجراء عملية توسيع الشرايين التاجية أثناء إجراء جراحة معالجة الصمام. العلاج: من الممكن علاج ارتجاع الصمام الميترالي في بادئ الأمر بالأدوية مثل مدرات البول أو مضادات فشل القلب، إلا أنه في أغلب الحالات تكون الجراحة ضرورية لإصلاح أو استبدال الصمام التالف. يحدد الجراح أفضل الطرق لعلاج المريض مع الأخذ في الاعتبار عمر المريض، تاريخه الطبي، طبيعة مرض القلب الذي يعاني منه، طريقة حياته وقدرته على تناول مضادات التجلط لمنع تجلط الدم. هناك ثلاثة تصنيفات رئيسية للصمامات الاصطناعية: . الصمامات الحيوية الاصطناعية: وهي تأتي من الحيوانات ويتم معالجتها بالمواد الكيميائية بصورة خاصة حتى لا يرفضها الجسم. . الصمامات الميكانيكية: وهي مصنوعة من المعدن، الكربون و/أو المواد التركيبية. يستلزم الأمر استخدام مضادات التجلط لمنع تجلط الدم. . الصمامات البيولوجية: وهي صمامات قلب بشري تم التبرع بها بعد وفاة صاحبها وحفظها مجمدة لاستخدامها في وقت لاحق. من الممكن إصلاح بعض الصمامات جراحياً لمساعدتها على الفتح أو الإغلاق بصورة أكثر كفاءة. من الشائع استخدام إحدى العمليتين التاليتين لإصلاح الصمام: 1. ترقيع حلقة الصمام: حيث يتم إحكام الحلقات أو الأجزاء الدائرية من الصمام عن طريق وضع حلقة من المعدن أو القماش أو النسيج حول الصمام. 2. إصلاح الصمام: حيث يتم إعادة بناء الوريقات (الشرفات)، الحبال، و/أو العضلات الحليمية للصمام.