تؤكد الدراسات الحديثة أن الأطفال المعجزة لا يملكون ذكاء خارقا, إنما يملكون ذاكرة نشطة جدا, ويري خبراء التربية أن اللعب له أهمية خاصة في تنشيط الذاكرة, ولكن الأم لا يهمها نتائج الأبحاث ولارأي الخبراء بقدر اهتمامها بتحقيق حلمها في أن يمتلك طفلها من النباهة والذكاء ما يؤهله لأن يكون عبقريا عندما يكبر. وبالرغم من أن الوراثة قد تلعب دورا مهما في تحقيق هذا الحلم كما يري المتخصصون إلا أنه يجب الاعتراف بأن هناك عوامل أخري قد تساعد علي نمو إدراك وذكاء الطفل. فكما توضح د.مايسة عمران أستاذ علم النفس بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس يمتلك الأطفال فضولا فطريا يدفعهم إلي اكتشاف عالمهم والتعرف عليه, ويعتبر اللعب هو الوسيلة الأهم التي تمكنهم من تحقيق هذا الهدف وتسهل عليهم الحصول علي المعلومات الأساسية التي تسهم كثيرا في مجال التعليم وتقوية الذاكرة, ولذا علي الأم أن تشجع طفلها علي ممارسة الألعاب بدلا من أن يمضي وقتا طويلا أمام الشاشات التليفزيون أو الكمبيوتر أو دي. في. دي, حيث يعتبر التركيز أمامها لفترة طويلة تزيد عن ساعة يوميا يمثل شكلا سلبيا من الأشكال التعليمية والترفيه. فبدلا من أن يستخدم الطفل عقله للمعرفة والإبداع يصبح أسيرا لشاشة ومتلقيا سلبيا للحفز البصري والسمعي الذي لا يتطلب الإ القليل من التجاوب, وبالإضافة إلي أنها طريقة زائفة لتنمية ذكاء الطفل وتعليمه فهي لا تسمح له باستخدام كامل لجسده وتحريك عضلاته, في حين يعتبر اللعب وسيلة طبيعية يكتشف من خلالها الطفل العالم الخارجي ويعرف المزيد عن نفسه ويستخدم كل عضلاته وأحاسيسه ليتحرك وينتقل من مكان إلي آخر مما يساعد علي تطوير جميع أجهزة الجسم العصبية والعضلية. ولتحقيق ذلك يجب علي الأم أن تأخذ في الاعتبار عند اختيار اللعبة المناسبة له عوامل متعددة مثل العمر والبيئة, و تخصص له مكانا آمنا لذلك.ويجب عليها مراقبته أثناء اللعب خاصة اذا كان صغيرا وأن توفر له الألعاب التي تسهم في تنمية خياله وإبداعه كتركيب المكعبات وإعادتها إلي مكانها بعد الانتهاء من ذلك. وتضيف د.مايسة أن تقليب ألبومات الصور العائلية من أفضل الوسائل لزيادة تنشيط وتقوية ذاكرة الطفل, فهي تذكره بلحظات خاصة ومميزة له, ويمكن أن تطلب الأم منه بعد ذلك أن يحكي قصة تتناسب مع الصور الموجودة في الألبوم. وتنظيم مواعيد النوم أيضا مهمة لما له من دور في تنشيط وتقوية ذاكرة الطفل, لأنه أثناء النوم يخزن بفاعليه أكثر الأشياء المهمة لديه والتي تعلمها خلال اليوم ولذلك فان حصوله علي قسط وافر من النوم أمر أساسي لصحة عقله وجسده. وأخيرا توصي بتنوع الأطعمة الصحية لأن له دور مهم في تغذية المخ المسئول الأول عن تحسين ذاكرة الطفل وقدرته علي التركيز, ومن أهمها الحبوب الكاملة كالشوفان والقمح, والبروتينات التي تساعد علي نمو مخ الطفل مثل الديك الرومي وزبدة الفول السوداني والتونة والأسماك, والفواكه والخضراوات, خاصة الفراولة التي تحتوي علي الفلافونديد الذي يعمل علي تحسين الذاكرة, وكذلك اللبن ومنتجاته التي تعتبر من المصادر الغنية بالبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين د وهي كلها عناصر غذائية مهمة للمخ, وأيضا ممارسة الطفل الرياضة لدورها الإيجابي لتنشيط الدورة الدموية للجسم كله, وخصوصا للمخ والقلب.