رغم أنني لست من مؤيدي نظرية المؤامرة ولا من المتحمسين لتفسير كل ما يحدث علي أرضنا علي أنه صناعة خارجية إما إسرائيلية يهودية أو غربية أمريكية إسرائيلية مشتركة. إلا أن من ينظر إلي أوضاع العالم العربي اليوم بعد ما يقرب من ثلاث سنوات علي الربيع العربي أو الخريف سمه ما شئت, سوف نكتشف أن ما يحدث هو التطبيق الفعلي لاستراتيجية الفوضي الخلاقة التي تبنتها حكومة جورج بوش الابن بعد احداث11 سبتمبر2001, ومبدعة هذه الاستراتيجية هي كونداليزا رايس مستشارة بوش للأمن القومي ثم وزيرة خارجيته. وتعني استراتيجية رايس أن يتم ادماج التيارات الإسلامية والجهادية التي تحارب أمريكا في العملية السياسية واشراكهم في الحكم أو تركهم يحكمون في بلادهم وان تسبب ذلك في فوضي أو صراع داخلي يؤدي إلي اسقاط النظم التقليدية الحاكمة حتي ولو كانت حليفة للولايات المتحدة لان سيناريو السماح للتيارات الإسلامية بالحكم أو المشاركة فيه أرحم من العمليات الإرهابية التي تشنها تلك التيارات ضد أمريكا ومصالحها ومواطنيها في العالم, وحملة الكراهية التي يديرونها ضد كل ما هو أمريكي, طالما أن أمريكا تؤيد النظم التقليدية ضد الإسلاميين. أنظر إلي ما يحدث في العراق من عمليات إرهابية كل يوم.. وما يحدث في ليبيا وتونس ومصر واليمن وسوريا من صراع سياسي واعمال عنف يومية.. أليس ذلك التطبيق الفعلي لاستراتيجية رايس الفوضي الخلاقة؟ باعتبار أن العنف والفوضي الحالية مجرد الخطوة الأولي التي تمهد لحكم الإسلاميين في دولهم, ولا يهم أن يلتزم الإسلاميون بالديمقراطية إذا حكموا طالما أنهم سيكونون حلفاء لواشنطن ويحرسون مصالحها فقد كانت أمريكا ومازالت تدعم نظما دكيتاتوريا في العالم العربي والعالم طالما كانت حليفة لها! غير أن مصر أفسدت سيناريو الفوضي الخلاقة بثورة30 يونيو وهو ما آثار غضب واشنطن! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم