طرحت إيران أفكارا بشأن إنهاء الخلاف مع القوي الغربية حول ملفها نووي في افتتاح مباحثات مجموعة(5+1) مع طهران في جنيف أمس. ووسط أجواء من التفاؤل الحذر انطلقت المباحثات بمشاركة مسئولي الدول الست( أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بالإضافة إلي المسئولين الإيرانيين. وهي أول مباحثات رسمية للمجموعة منذ تولي الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني السلطة خلال أغسطس الماضي. وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني إن رد الفعل الأولي للقوي العالمية جيد تجاه مقترحات طهران فيما يتعلق بالنزاع بشأن برنامجها النووي, مضيفا أن التفاصيل ستناقش فيما بعد. وقال إن الأجواء في المحادثات إيجابية. ولم يذكر أي تفاصيل بخصوص المقترحات التي وصفها بالسرية. وقال مايكل مان, المتحدث باسم كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن إيران قدمت أفكارها في ملف باور بوينت إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل. وتابع أنه كان هناك شعور بتفاؤل حذر قبل الاجتماع الذي سيستمر يومين ويجري علي مستوي المدراء السياسيين ونواب وزراء الخارجية وتترأسه كاثرين آشتون. وكان من المتوقع أن يطرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تفاصيل ما عرف بخريطة الطريق لإنهاء النزاع بشأن الملف النووي الإيراني قبل أن يغادر الاجتماع ليترك رئاسة الوفد إلي عباس عراقجي. وبحسب المؤشرات القليلة جدا التي صدرت عن الإيرانيين, فان الهدف من خريطة الطريق هو التوصل إلي اتفاق خلال أقل من سنة, مع مرحلة أولي قدرها شهر أو شهران. وبحسب مصادر دبلوماسية فإن القوي الغربية ستضغط علي إيران خلال الاجتماع للموافقة علي الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وذكر دبلوماسي غربي قبل المحادثات: نحن نأمل بالتأكيد في أن تترجم قوة الدفع الجديدة الي خطوة ملموسة ما تقود إلي الأمام. وأشار مسئول كبير بالإدارة الأمريكية إلي أنه يتوقع أن يقدم الإيرانيون تفهما تفصيليا لكن إلي أي مدي سيكون تفصيليا.. لا أدري. وعقد ظريف اجتماعا مع اشتون مساء أمس الأول. وعقب الاجتماع رفض وزير الخارجية الإيراني الكشف عن تفاصيل خريطة الطريق وصرح تناولنا عشاء طيبا. وعندما سئل ان كان قدم إلي اشتون تفاصيل الإقتراح الإيراني قال الاقتراح غدا. وترفض إيران منذ2006 مطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم وتواصل توسيع نطاق برنامجها للوقود النووي مما أدي إلي زيادة العقوبات عليها. واجتمع وزراء خارجية ما يسمي دول(5+1) ومنهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وزير الخارجية الإيراني علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي عندما اعلنوا عن اجتماع هذا الأسبوع. وأظهر الموقف الأمريكي قبيل مباحثات جنيف استمرار الخلاف بين إدارة الرئيس باراك أوباما والكونجرس بشأن التعامل مع الملف الإيراني. حيث أعرب مسئول أمريكي عن إمكانية تخفيف العقوبات علي وجه السرعة إذا اتخذت طهران خطوات ملموسة. وقال المسئول الأمريكي إن تخفيف العقوبات سيعتمد علي ما تطرحه طهران من أفكار خلال المباحثات, مشككا في الوقت نفسه من إمكانية تحقيق اختراق في الملف بين ليلة وضحاها. وهي الرسالة التي تتزامن مع قيادة وكيلة الشئون السياسية في وزارة الخارجية وندي شيرمان الوفد الأمريكي في المباحثات في بادرة رأي فيها خبراء أمريكيون مؤشر انفتاح من جانب واشنطن, حيث أن شيرمان تتبني مواقف أقل تشددا تجاه سياسة العقوبات علي إيران. في المقابل, حث أعضاء في الكونجرس أوباما علي الإبقاء علي موقف متشدد من العقوبات المفروضة علي طهران وتبنوا موقف تعليق العقوبات مقابل تعليق التخصيب. ودعا ديمقراطيون وجمهوريون الرئيس الأمريكي إلي الاستمرار في انتهاج موقف متشدد. وكان مجلس النواب وافق بأغلبية ساحقة علي فرض عقوبات جديدة أكثر تشددا خلال يوليو الماضي. ووافقت اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ علي تأجيل هذه العقوبات إلي ما بعد انتهاء مفاوضات جنيف وذلك استجابة لندءات من إدارة أوباما. ومن جانبها, استبقت الحكومة الإسرائيلية المحادثات بالتحذير من أن تخفيف الضغط علي إيران سيعتبر خطأ تاريخيا. وتبني بيان نادر للحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة- التي عادة لا تخرج ببيانات صحفية- موقفا واضحا بضرورة وقف طهران تخصيب اليورانيوم وغلق مراكز التخصيب دون التطرق إلي التحذير التقليدي باحتمال توجيه ضربة عسكرية للحيلولة دون حصول إيران علي القنبلة النووية.