اللحوم من أغني العناصر الغذائية الغنية بالبروتينات التي تزود الجسم بالأحماض الأمينية غير المتوفرة سوي في اللحوم الحمراء, وتحتوي أيضا علي أنواع مختلفة من المعادن مثل الحديد والزنك, والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم. وكذلك مصدر أساسي لمجموعة فيتامينات من أهمها ب, ومن الثابت علميا أن تناول اللحوم له فوائد صحية متعددة من أهمها تجديد مكونات الدم وتنشيط الجهاز العصبي وتقوية الذاكرة والعضلات, ولكن الإفراط في كميات اللحوم يسبب أضرارا صحية عديدة, يقدم لكم خبراء الصحة والتغذية الضوابط الغذائية التي يجب اتباعها لتجنب أي مشكلات صحية قد تنجم عن تناول اللحوم خلال عيد الأضحي المبارك. يقول الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث إن اللحوم بجميع أنواعها تتميز بارتفاع قيمتها الغذائية نظرا لما تحتويه من العناصر الغذائية الأساسية كالبروتين والدهون والأملاح والفيتامينات والمعادن مثل الحديد والسلينيوم والزنك, وتلعب هذه العناصر دورا مهما في البناء السليم لجسم الإنسان, ويحتاج جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية إلي نحو60 جراما من البروتين يوميا, وهذا المعدل يمكن أن يحصل عليه الإنسان من خلال تناول200 جرام فقط من اللحم. ويؤكد الدكتور الشوبكي أن السلق من أفضل طرق الطهي صحيا حيث تخلص اللحم من الدهون الزائدة وتحافظ علي قيمته الغذائية, ولا تفضل طريقة الشواء لأنها تنتج مواد ضارة بصحة الإنسان قد تصل إلي التأثير المسرطن وهذه المواد تتكون نتيجة تعريض اللحوم للحرارة المباشرة مع الفحم الذي يحتوي علي مركبات حلقية وكربون. ويجب الإكثار من تناول السلطة المكونة من الورقيات لأنها تقلل من امتصاص الدهون بالجسم. ويحذر الدكتور سعيد شلبي أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بالمركز القومي للبحوث المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول ومرضي ارتفاع ضغط الدم من الإفراط في تناول اللحوم وخاصة الضأن و الأعضاء الداخلية للذبيحة مثل الكبد والمخ لأنهما يحتويان علي نسبة عالية من الدهون تترسب بمرور الوقت علي جدران الأوعية الدموية و يفضل أن يتناولوا قطعة صغيرة من لحم الرقبة او فخذ الخروف نظرا لقلة الدهون بها. ويضيف أنه يجب ابتعاد مريض الكلي والنقرس عن اللحوم تماما لأن استهلاك البروتين الزائد يؤدي إلي إرهاق الكلي وزيادة نسبة البولينا في الدم, كما يؤدي إلي زيادة حمض اليوريك بالدم الذي ينتج عنه مرض النقرس. أما بالنسبة لمرضي الكبد فيمكن تناول كميات بسيطة جدا من البروتين في المراحل الأولي للمرض, أما بالنسبة للمرحلة المزمنة وفي حالة التليف ودوالي المريء فيجب الامتناع تماما عن تناول اللحوم لأن هؤلاء المرضي يعانون من مشكلة بالتمثيل الغذائي للبروتين تسبب زيادة في كمية الأمونيا بالدم التي تصل إلي المخ وتسبب ما يسمي بالغيبوبة الكبدية.وبالنسبة للمسنين لابد من مراعاة تناول كميات بسيطة من اللحوم لا تتعدي50 جراما وأن يكون مسلوقا لأن الجهاز الهضمي لديهم يكون أقل كفاءة في هضم المواد الدسمة وبالتالي يؤدي الإفراط في اللحوم إلي عسر هضم وانتفاخ ومتاعب بالقولون. أما بالنسبة للأطفال والمراهقين فيعتبر اللحم احتياجا ضروريا لنموهم ويمكنهم الإكثار منه في هذه المناسبة بشرط ألا يكون سمينا حتي لا يصابوا بتلبك معوي. ينصح الدكتور مدحت الشافعي أستاذ المناعة بطب عين شمس بالتخلص من الدهون الموجودة في اللحوم قبل طهيها و تناول اللحوم مسلوقة وليست محمرة, وذلك لأن عملية التحمير تجعلها تتشبع بالدهون لتصبح قطعة اللحم دسمة جدا وعالية السعرات, خاصة بالنسبة لمرضي القلب حيث تمثل عبئا علي عضلة القلب, ويراعي عند شي اللحم الا يصل لونها إلي درجة عالية من القتامة, لأنها تسبب ارتباكا للجهاز الهضمي, مع مراعاة تجنب تساقط الدهون المذابة علي النار وفحم الشواء لأن المواد التي تتكون من حرق الدهون تكون ضارة للجسم لذا ينصح بإزالتها.ولابد من الحرص علي عدم تناول قطعة اللحم بمفردها بل مع كمية كافية من النشويات مثل الفتة أو الأرز أو البطاطس, لكي يستفيد الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم بدلا من استخدامه لإنتاج الطاقة التي يجب صحيا الحصول عليها من النشويات.. وينصح بتناول الفجل مع وجبات العيد, وخاصة مع الأغذية النشوية لأنه هاضم طبيعي لها بسبب محتواه العالي من أنزيم الإميليز الضروري لهضمها, كما أنه غني بمواد مضادة لتأثير المركبات الضارة التي تتكون في أثناء شي اللحوم.