أود أن أوجه تحية خاصة في اول أيام العيد لفضيلة الشيخ الدكتور محمد مختار جمعة وزيرالاوقاف لشجاعته في تصحيح العلاقة بين الدين والسياسة التي افسدت الاثنين, وحولت المساجد إلي ساحات صراع سياسي ومنازعات بين المصلين وبعض الائمة الذين يستغلون منابر المساجد للترويج لدعاوي حزبية وسياسية..,وأظن أن الشيخ الجليل هو اكثر وزراء حكومة الببلاوي تجاوبا مع ثورة يونيو ومع رغبة المصريين في انهاء هذا الخلط الاثم بين السياسة والدين,خاصة أنه جاء في اعقاب وزير متواطئ لم يستح في تحويل المساجد إلي شعب لجماعة الاخوان المسلمين,فضلا عن جهوده لإصلاح الخطاب الديني الذي قسم البلاد إلي فسطاطين,فسطاط للكفر وفسطاط للايمان,وحول المساجد إلي منابر لترويج دعاوي حزبية وسياسية,وجعل من بعض الائمةدعاة سياسة لا يتمتعون بالحيدة والموضوعية,ويستسهلون تأويل النص القرآني ليكون في خدمة السياسة,بدعوي أن الاسلام دين ودولة,لكن فهمهم المغلوط جعلهم يخلطون بين الجماعة والدولة,ويتصور بعضهم في بعض الاحيان أن الجماعة تغني عن الدولة!. ويدخل ضمن خطط الوزير لاصلاح الدعوة اختصار خطبة الجمعة وإنقاذها من دعاة الاطالة الذين لايدركون أن الاطالة تفسد الدعوة لانها تجلب الملل,وتشتت تركيز المصلين وتفسد بلاغة الخطاب الديني,ولا تضع في اعتبارها مصالح العباد وقدراتهم الصحية المتفاوتة,كما يعمل الوزير مخلصا علي تحويل الخطاب الديني من أداة ترويع وتخويف إلي اداة نصح وارشاد,ينبذ الخرافة, ويحض علي الرحمة والتسامح,ويدعم التوافق والوحدة الوطنية..,وبرغم الاختلافات المشروعة حول قراره عدم تحبيذ صلاة الجمعة في الزوايا الصغيرة الذي يتحمل اكثر من وجهة نظر,فان دعوته لتحويل المساجد إلي مراكز ثقافية تدعو إلي وسطية الاسلام وتجذب الشباب المسلم وتساعده علي فهم صحيح دينه,ومراكز خدمة طبية واجتماعية تخدم فقراء المسلمين وغير المسلمين تستحق المساندة والاهتمام,لان المساجد لله وحده وليس لها أن تدعو إلي احد غير الله,وإلا اصبحت مساجد ضرار وساحات صراع سياسي. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد