هل يجوز إعطاء غير المسلمين من الأضحية؟ يجيب الدكتور محمد الأمير أبو زيد عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة قائلا: يجوز إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية, لأن الله عز وجل يقول: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين فغير المسلم يعطي من الأضحية, ومن الصدقة أيضا, لقول النبي, صلي الله عليه وسلم, في كل كبد رطبة صدقة وإعطاء غير المسلم من لحم الأضحية يعد من قبيل البر والمجاملة والمحاسنة في التعامل مع غير المسلمين, خاصة الجار غير المسلم, فله حق الجوار, وهذا ما دعت إليه شريعة الإسلام. هل الأفضل أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه؟ وهل يجوز التصدق بقيمتها المالية؟ يجيب الدكتور محمد الأمير أبو زيد: إن الأضحية لها مكانة سامية في الشريعة الإسلامية, إذ هي من شعائر الله التي تدل علي تقوي العبد وخشيته, قال تعالي: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب, كما أنها تذكرنا بالفداء الذي فدي الله به سيدنا إسماعيل عليه السلام, عندما أمر الله خليله إبراهيم بأن يذبح ابنه, فلما أطاع الخليل ربه وأطاع الصبي الصغير أباه وربه, فداه الله بكبش من السماء يذبح بدلا منه, كما قال تعالي: وفديناه بذبح عظيم, فمن قدر علي الذبح فعل ذلك في بيته, ولمن لم يقدر يجوز أن يستنيب غيره أيا كان من الغير, سواء أكان شخصا أو هيئة أو جمعية خيرية, تقوم بدلا عنه بهذا العمل, والأضحية أفضل من التصدق بقيمتها, لأن النبي, صلي الله عليه وسلم, ضحي, والخلفاء الراشدون, من بعده, ضحوا, ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل لعمل بها الرسول, صلي الله عليه وسلم, ولكن الرسول, صلي الله عليه وسلم, لم يتصدق بثمن الأضحية مع أن الصدقة أيسر وأسهل, كما أن الصدقة ميقاتها طوال العام, والأضحية في أيام معدودات, وشعيرة خاصة, والتصدق بثمن الأضحية يؤدي إلي هدم هذه الشعيرة, وترك سنة سنها رسول الله, صلي الله عليه وسلم, ولا ينبغي لأحد أن يفضل الصدقة علي الأضحية, لأن فضل الأضحية لا يخفي علي أحد, وقد سئل الإمام مالك, رحمه الله, عن الرجل يتصدق بثمن أضحيته أحب إليه أن يشتري الأضحية, فقال في جوابه: لا أحب لمن كان يقدر علي أن يفي أن يترك الأضحية ولا أن يتصدق بثمنها. هل يجوز نقل الأضحية من بلد إلي آخر؟ يجيب الدكتور محمد الأمير أبو زيد: إن كان البلد المنقول منه الأضحية كثير الفقراء, وتتطلع أنظارهم إليه, فالأولي عدم نقلها, وإن كان البلد المنقول منه كثير الأغنياء قليل الفقراء الذين يتطلعون إلي الأضحية, والبلد المنقول إليه الأضحية كثير الفقراء, يحتاجون إلي ما يطيب خاطرهم ويجبر فقرهم, فيجب عدم كسر قلوبهم في هذه الأيام المباركة, فالأولي نقل الأضحية إليهم. ما هي كيفية توزيع الأضحية؟ يجيب الدكتور علوي أمين خليل, الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر, قائلا: الأضحية من السنن التي يجب علي القادر عدم تركها إلا لعذر فمن لم يستطع فليشتر لحما ويوزعه علي الناس كما كان يفعل ابن عباس وكذلك بعض الصحابة كبلال وغيره رضي الله عنهم أجمعين وخير ما فيها قوله سبحانه وتعالي في سورة الحج( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم وبشر المحسنين). وهي وسيلة للتوسعة علي النفس وأهل البيت, وإكرام الجار, والضعيف والفقير, وفيها إشاعة للفرح والسرور إلي جانب ما يرجي من الثواب, وذهب أكثر أهل العلم إلي أنها سنة مؤكدة في حق الموسر, ولا تجب عليه, وقال ابن قدامة: أكثر أهل العلم أشاروا إلي أنها سنة مؤكدة غير واجبة, أما كيفية توزيعها فللفقراء الثلث ولصاحب الأضحية الثلث وللهدايا الثلث هذا هو المشهور.