للعشر الأوائل من ذي الحجة مكانة عظيمة عند الله, وهي عشر مباركات كثيرة الحسنات قليلة السيئات عالية الدرجات متنوعة الطاعات, ولها فضائل كبيرة وعظيمة, وعن الحكمة من مضاعفة الأجر في هذه الأيام. يقول الدكتور منصور مندور, كبير الأئمة بوزارة الأوقاف, إن الحكمة في تخصيص عشر ذي الحجة بهذه المزية اجتماع أمهات العبادة فيها الحج والصدقة والصيام والصلاة والذبح والذكر ولا يتأتي ذلك مجتمعا في غيرها, ثم أنها من الأشهر الحرم التي حرم الله تبارك وتعالي الظلم فيها: فلا تظلموا فيهن أنفسكم. ولحديث: إن لربكم في أيام دهركم نفحات, ألا فتعرضوا لها, فعطاء الله تعالي لا ينقطع عن عباده, فبين الحين والآخر تظهر مواسم الخير وتفتح أبواب الرحمات, إنها حقا تجليات مقربات يصيب بها من يشاء من عباده, وذلك بتطهير القلب وتزكيته عن الخبث والحقد والحسد والأخلاق المذمومة, وعلي العاقل أن يطلب الخير في مواطنه, فمن داوم الطلب يوشك أن يصادف وقت الفتح فيظفر بالغني الأكبر ويسعد السعد الأفخر. وإذا كنت فاتك الحج هذا العام فإن الله تعالي أتاح لك فرصة وفتح لك بابا من أبواب الخير تلج منه إلي رحاب الخير والغفران, وذلك بمضاعفة الأجر والثواب والرحمة والغفران في هذه الأيام المباركة التي يعدل العمل فيها عمل الجهاد في سبيل الله تعالي. وعن كيفية حصول من لم يحج علي أجر الحج. يقول الدكتور محمد أبو ليلة, أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر: إن المسلم يحصل علي ثواب الحج وهو في مكانه كأن يكون علي نية دائمة إذا استطاع الحج فإنه سيحج, كما يكون عنده شوق لرؤية الكعبة وزيارة قبر النبي, صلي الله عليه وسلم, وجميع المشاهد والمناسك, ويعيش بقلبه مع الحجاج, ويتخلق بأخلاق الحج فلا يفسق ولا يلغو ولا يجادل في موسم الحج, وأن ينوي الأضحية إذا كان قادرا وإذا نوي أن يضحي فلا يقلم أظافره ولا يحلق شعره حتي يذبح الأضحية وأن يكون علي خلق كأنه في البيت الحرام وبهذا يمكن للإنسان أن يحصل علي أجر الحج وهو في بيته.