? الأصل فى الأضحية أنها مشروعة فى حق الأحياء، كما كان رسول الله وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:- الأول: أن يضحى عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحى الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوى بهم الأحياء والأمواتوأصل هذا تضحية النبى عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل. الثانى: أن يضحى عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها وأصل هذا قوله تعالى: {فَمَن بَدَّلَهُ بَعدَمَا سَمِعَهُفَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيع عَلِيمٌ}. الثالث: أن يُضحى عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة. وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنهولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنّة؛ لأن النبى لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه. ومن الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)، فإذا أراد أحد أن يضحى ودخل شهر ذى الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذى القعدة ثلاثين يوماً. فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أضفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضى الله عنها أن النبى قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحى فليمسك عن شعره وأظفاره) رواه أحمد ومسلم، وفى لفظ: (فلا يمسَّ من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي) وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية. والحكمة فى هذا النهى أنَّ المضحى لما شارك الحاج فى بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه فى بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوهوعلى هذا فيجوز لأهل المضحى أن يأخذوا فى أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم. وهذا الحكم خاص بمن يضحّي، أما المضحَّى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبى قال: (وأراد أحدكم أن يضحي)، ولم يقل: أو يضحّى عنه؛ ولأن النبى كان يضحّى عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك . وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام. وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصّه، أو ينزل الشعر فى عينيه فيزيلهأو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه.