لعب سلاح المهندسين دورا تاريخيا في معارك أكتوبر عام3791, ففي الوقت الذي احتدم فيه سعير القتال كان اللواء مهندس( جمال محمد علي) مدير سلاح المهندسين يشرف بنفسه علي مد جسور العبور أمام الجيش الثالث.. بينما كان نائبه اللواء مهندس( أحمد حمدي) يمد الجسور مع جنوده في منطقة أخري.. وعندما أصيب أحد كباري الجيش الثالث باصابات جسيمة اتجه البطل( أحمد حمدي) إلي جنوده ووزع عليهم الشاي والبسكويت برغم شدة الأهوال وظل فوق الكوبري يباشر مهامه وقبل أن يتكرر القصف للمرة الثالثة سقطت دانة ثقيلة علي الكوبري ليصاب البطل بشظيه. فاستشهد في الحال يوم الرابع عشر من شهر اكتوبر1973 الثامن عشر من رمضان1393 هجريا, ولقي ربه كانبل مايمضي الرجل في لحظات أداء واجبه. والبطل اللواء مهندس( احمد حمدي) من مواليد العشرين من شهر مايو عام1929 وبعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة التحق بالقوات الجوية عام1951 وبعد ثلاث سنوات انتقل إلي سلاح المهندسين وحصل علي دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية وحصل علي دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا من الاتحاد السوفيتي. أثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به انجلترا وفرنسا وإسرائيل علي مصر استطاع البطل( أحمد حمدي) إبطال مفعول العديد من الالغام, ولذا اطلق عليه( صاحب اليد النقية) كما قام بتفجير كوبري الفردان حتي لاتتمكن القوات الاسرائيلية العبور من فوقه. اقام نقاطا للمراقبة علي ابراج حديدية علي الشاطيء الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات الإسرائيليين حيث لم تكن هناك سواتر ترابية او اي وسيلة للمراقبة, واختار مواقع الابراج بنفسه. تولي قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني, حيث كان اللواء هو أساس حرب أكتوبر.1973 في عام1971 كلف بتشكيل واعداد لواء كباري جديد كامل والذي تم تخصيصه لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني, وساهم في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس. أسهم بنصيب كبير في إيجاد حل للساتر الترابي, وحيث قام بإجراء تجارب ميدانية علي سواتر ترابية أقيمت للتدريب الأمر الذي ساهم في التوصل إلي الحل الذي استخدم في.1973 كرمته مصر بمنحه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولي وهو اعلي وسام عسكري مصري, كما أختير يوم وفاته ليكون يوم المهندس, وافتتح الرئيس الراحل انور السادات النفق الذي يربط بين سيناء بأرض مصر وأطلق عليه اسمه( نفق الشهيد أحمد حمدي) وهذا النفق يمر تحت قناة السويس إلي الشمال من مدينة السويس ليربط شبه جزيرة سيناء بشرق القناة. وقد تم افتتاح النفق عام1983 ويبلغ طول الجزء النفقي,1.64 كم وطوله الكلي4.20 كم بالمداخل والمخارج, وقطره10.40 م ويستوعب300 مركبة في الساعة لكل اتجاه. وقد تم حفر النفق باستخدام اسلوبopenshieldface ويتكون النفق من حلقات من الخرسانة المسلحة سابقة الصب بسمك0.60 م وعرض1.20 م ويبلغ منسوب أعمق نقطة في النفق15 م تحت منسوب المياه في قناة السويس. وقد قال عنه البطل المشير( محمد عبدالغني الجمسي) رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر1973 في مذكرته:( تكبد رجال المهندسين نسبة عالية من الخسائر أثناء فتح الممرات في الساتر الترابي وإنشاء الكباري, إلا أنهم ضربوا المثل في الإصرار علي تنفيذ المهام والتضحية بالنفس في سبيل الواجب.. واستشهد منهم أحد قادة المهندسين البارزين هو العميد أحمد حمدي الذي أطلق اسمه علي نفق قناة السويس بعد الحرب( نفق الشهيد أحمد حمدي).. لقد أحزنني خبر استشهاده, لأني عرفته عن قرب أثناء معارك القناة, وكان يعمل الشهيد أحمد حمدي في الفرع الهندسي بالجبهة. كان هادئا في طباعه وعلي درجة عالية من الكفاءة في عمله الهندسي, ولديه الأصرار التام علي إنجاز مهامه مهما احتاج ذلك من جهد او وقت.. لا اتذكر, أثناء الخدمة معا, أني رأيته في مقر قيادة الجبهة إلا نادرا, فقد كنت أراه دائما عائدا في الساعات المتأخرة من الليل من الخطوط الأمامية بعد أن يكون قد أشرف علي تنفيذ عمل هندسي تقوم به القوات او الوحدات الهندسية) وفي كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدري وطه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدي.. جاء:( وقد ضرب العميد أركان حرب أحمد حمدي نائب مدير المهندسين العسكريين وقائد أحد ألوية الكباري المثل الأعلي في التضحية والفداء, إذ استشهد وهو يشارك أفراد احد الكباري في إصلاحه) وقال المؤرخ العسكري المصري جمال حماد في كتابه المعارك الحربية علي الجبهة المصرية:( وقد أصيبت معظم الكباري, وأعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات, وقد ضرب العميد أحمد حمدي نائب مدير سلاح المهندسين وقائد احد ألوية الكباري المثل الأعلي في التضحية والفداء إذ استشهد, بينما كان يشارك أفراد احد الكباري في عملية إصلاحه). فتحية الي روح البطل الشهيد( احمد حمدي) وإلي كل الشهداء الابرار.