علي الرغم من أنها لاتبعد عن العاصمة سوي70 كيلو مترا الا انك تشعر وللوهلة الاولي بمجرد ان تطأها قدماك انك في اقاصي الصعيد فهي مدينة نسيتها الدولة فوجد البلطجية والخارجون علي القانون فيها ضالتهم حتي احكموا سيطرتهم عليها كان حلم الاهالي علي الرغم من بساطة حالهم هو الشعور بالامن والامان فمنذ سنوات وتجارة السلاح والمخدرات من ناحية والاثار من ناحية أخري جعلا لغة البلطجة والقوة هي السائدة حتي جاءت الثورة وماأعقبها من احداث وكانت بمثابة تفويض للبلطجية بإحكام سيطرتهم عليها فقد حرق مركز الشرطة واختفي الضباط منها ليسير مجموعة من البلطجية علانية بالاسلحة في الشوارع وفي وضح النهار وكأنهم تسلموا مفاتيح المركز.. سرقة سيارات بالاكراه وبلطجة واتاوات علي اصحاب المحال والمشروعات ومن يرفض يكون عقابه الموت او السطو عليه.. تجارة مخدرات في الشوارع وبعد ان تم تجديد المركز وعودته للعمل عقب احداث28 يناير2011 ظل البلطجية يمارسون جرائمهم حتي الشرطة لم تسلم من بطشهم فقد قاموا باقتحام مركز الشرطة منذ6 اشهر واطلقوا الرصاص علي مكاتب الضباط وهربوا وكان حرق مركز شرطة العياط للمرة الثانية عقب احداث فض اعتصامي رابعة والنهضة ايذانا بتملك هؤلاء البلطجية للمدينة والطرق الرئيسية بها خاصة بعد امتناع ضباط المركز عن العودة اليه مرة خري بعدما هدأت الاوضاع مثلما حدث في باقي المناطق الاخري وكأنهم يسلمون المركز والمواطنين لهؤلاء البلطجية ليتحكموا في كل شيء ويفعلوا مايشاءون تجارة مخدرات واختطاف الاطفال وطلب فدية وسرقة سيارات بالاكراه واتاوات حيث كانوا يحصلون علي1500 جنيه شهريا من صاحب كل محل او مشروع بينما يأخذون500 جنيه شهريا من كل سيارة ميكروباص وكأننا نعيش في دولة اللادولة ولايجد الاهالي مغيثا من بطش هؤلاء الطغاة حتي كانت العياط الاسبوع الماضي علي موعد مع الانفجار ووصول الطغيان الي مداه بعد ستين يوما من الاذلال مارس خلالها البلطجية كل انواع المحرمات وبعد ان تسببت الاوضاع السيئة والركود الذي تشهده البلاد في عدم قدرة صاحب احد المحال التجارية علي دفع الاتاوة الشهرية فكان جزاؤه الموت حتي يكون عبرة لغيره ممن يحاولون الامتناع لتعيش العياط بعدها48 ساعة كانت الاسوأ خلال الفترة الماضية تحت دوي طلقات الرصاص من اسلحة ثقيلة وأطقوا قنابل الغاز التي لايعرف احد من اين حصلوا عليها امتلكها الجناة وفرضوا خلالها حظر التجوال علي المدينة بأكملها واغلقوا مداخلها ومخارجها ومنعوا الاهالي من الدخول والخروج حتي نادت مكبرات الصوت في المساجد بالتزام المنازل وحرقوا المحال والمنازل وكأننا نعيش في دولة اخري بأدغال افريقيا خاصة بعد ان اصبحت المنطقة بلا شرطة او أمن وسار الجناة بشوارع المدينة يطلقون الرصاص يمينا ويسارا حتي سقط3 قتلي واصيب25 آخرون برصاص الجناة واغلقت المدارس والمصالح الحكومية والتزم الاهالي منازلهم وغلقت ابواب المحال تطبيقا لحظر التجوال الذي فرضه البلطجية.. ملأ الاهالي الدنيا صراخا حتي تحركت قوات الشرطة.. ويروي اهالي العياط مأساتهم حيث يشير محمود علي تاجر: تجرعنا مرارة الاذلال من اناس لايعرفون الله ومارسوا علينا كل اشكال البلطجة ولم نكن نستطيع الدفاع عن انفسنا امام طغيانهم والا كان مصيرنا التنكيل, موضحا ان هؤلاء البلطجية لم يظهروا فجأة بل انهم كانوا موجودين قبل احتراق المركز ويمارسون جرائمهم و لم يحاول الضباط القبض عليهم علي الرغم من ان اماكنهم معروفة للجميع حيث يعيشون بجزيرة بوسط النيل. اما أحمد علي مدرس فيقول حتي المدارس لم تسلم من بلطجتهم فعندما عاقبت مدرسة ابنة احد هؤلاء البلطجية حضر الي المدرسة واطلق الرصاص بها حتي اصيب الاطفال بحالة بكاء هيستيري وقام بالاعتداء علي المدرسة امام التلاميذ والمدرسين ولم يجرؤ احد منا علي الدفاع عنها خوفا من التنكيل به. ويروي الاهالي الاحداث الدموية والساعات المرعبة التي عاشوها تحت وطأة البلطجية عندما اصروا علي اخراج صاحب المحل الذي رفض دفع الاتاوة من محله وسط ذهول الجميع واطلاق رصاص كثيف حتي يكون عبرة لغيره وقاموا بسحله.. بكت الطفلة في مشهد ابكي الاهالي دون ان يستطيع احدهم ان يحرك ساكنا واثناء اطلاقهم الرصاص سقط احد المارة قتيلا دون ان يبالوا وسط ذهول اهالي الشارع ليعلنوا بعدها حالة الطواريء وضباط مركز العياط كانوا يمارسون عملهم من مركز ابوالنمرس الذي يبعد60 كيلو مترا عن العياط حتي ان اي شخص يريد ان يحرر محضرا كان يفضل عدم الذهاب لانه يعلم النتيجة حتي اسلحة المركز التي قمنا بالاحتفاظ بها اثناء اقتحامه واشعال النيران به لم نجد من نسلمها اليه.. يحلم الاهالي باليوم الذي يسيرون فيه في شوارع بلدتهم آمنين علي انفسهم وعلي اولادهم بعد ان كانوا لايستطيعون السير بعد السابعة مساء. وقد شعر الاهالي بارتياح شديد عقب اصدار اللواء كمال الدالي مدير امن الجيزة قرارا بتوجيه قوات الامن المركزي والعمليات الخاصة لتطهير العياط من البلطجية الذين اذاقوا اهلها كل انواع المرار وقامت القوات بإشراف اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة ونائبة اللواء محمود فاروق باقتحام جزيرة العياط التي يتمركز بها المتهمون ويتخذون منها درعا واقية لهم وتم ضبط11 منهم وكميات هائلة من الاسلحة والذخيرة ويطاردون باقي المتهمين بالجزر النيلية.