الحلقة الأخيرة: كنا محمد وجدي قنديل وأنا قبل أن يصبح للأستاذ مريدوه, أول تلميذين في مدرسة هيكل الصحفية عندما بدأنا في مجلة آخرساعة في مارس53. وقد استمر وجدي في آخرساعة وأصبح رئيس تحريرها, أما أنا فقد إنتقلت إلي الأهرام واستكملت21 سنة عمل مع الأستاذ إلي أن ترك الأهرام دون أن تتوقف العلاقة, مما سمح لي رؤية الذين حاولوا تقليده وهدمه, وغيرتهم لرؤيته علي القمة بعد أن توقعوا نهايته. إلي جانب أسباب النجاح المعروفة وعلي رأسها إختيار الزوجة الفاضلة التي ترعي نجاح زوجها, هناك ماتميز به الأستاذ للبقاء علي القمة, ومنها:(1) تدريبه اليومي لذاكرته باسترجاع عدد من أبيات الشعر التي يجيد إختيارها في مكانها(2) قسوته علي نفسه في الالتزام أولا بتعليم نفسه بنفسه( الإنجليزية والفرنسية) وقراءة كتابين علي الأقل كل أسبوع, وبرنامج يومي يبدأه قبل السادسة ليكون في ملعب الجولف( اليوم المشي علي الماكينة) قبل أن يبدأ عمله ومواعيده, الغداء فقط وممنوع العشاء, النوم في الحادية عشرة(3) كتابة وقائع كل مكالمة أو مقابلة أو إتصال ووصف المكان الذي قصده كأنه كاميرا(4) في علاقته الفريدة مع عبد الناصر وضع هيكل خطوطا قاسية لنفسه لا يتخطاها لمعرفته أن حياته أصبحت مرصودة من الذين يهمهم أن يقدموا رأسه إلي عبد الناصر فكان أن جعل تصرفاته من الوضوح والسلامة بحيث لا تترك للآخرين فرصة/ حتي علاقاته الشخصية عرف كيف يحدد فيها بين المسموح والمكروه والممنوع(5) إنتقائه افضل العناصر والقمم. كانت سكرتيرته نوال المحلاوي في الأهرام كفاءة نادرة. وفي رئاسته لإدارة الأهرام لم يوقع ورقة في شئون الإدارة بعد أن وضع هذه المهمة في يد واحد من أكبر الكفاءات المرحوم فؤاد إبراهيم أستاذ المالية. أما في الأهرام فقد حرص علي أن يضم' أهرام هيكل' عمالقة العصر: توفيق الحكيم, ونجيب محفوظ, ويوسف إدريس, وزكي نجيب محمود, وصلاح طاهر, وبنت الشاطيء, وحسين فوزي(6) صحفي أولا وعاشرا. تذهب المناصب ولكن يبقي الصحفي.. وهذا سر بقاء هيكل! http://[email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر