باعتبار أنني من المتخصصين في تدوير المخلفات الصناعية, ونظرا لأن القمامة الخضراء أو مايطلق عليه القمامة البلدية تمثل أكبر مشكلة في التخلص منها لأنها قمامة يصعب تدويرها وملوثة تماما للبيئة وتمثل مرتعا للقوارض والحشرات الضارة بصحة الانسان ومعروف أن الخنازير يمكنها أن تتغذي علي نحو60% من حجم القمامة البلدية اليومية التي تخرج من المنازل, فإنه يجب أن تسمح الحكومة بتربية الخنازير لأنها أمثل وأوفر طريق لمكافحة هذا النوع الخطير جدا من القمامة, ولمن يذكر فإن هذه المشكلة لم تكن كبيرة بهذا الشكل قبل قرار إبادة كل قطعان الخنازير في مايو2009, وهو القرار الذي أضحك العالم علينا عندما ربطت الحكومة بين انفلونزا الخنازير, التي تنتسب إلي خليج الخنازير وليس إلي حيوان الخنزير, وهو تصرف لم تفعله دولة واحدة في العالم غيرنا. وبالبحث في هذا الموضوع علمت أن جامع القمامة( الزبال الأهلي) له دائما شريك الذي يتولي تربية الخنازير علي القمامة البلدية, وهناك مجازر مخصصة لذبح الخنازير وفق اشتراطات صحية محددة. أما مسألة تدوير المخلفات البلدية لاستخراج وقود منها فهي تكنولوجيا مكلفة ومحدودة الاستخدام وأما تحويله إلي سماد يسمي الكومبوست فهو عملية ناجحة وغير مكلفة ولكن السماد الناتج لاتتجاوز قوته25% من قوة تخصيب السماد البلدي أو الكيماوي ولذلك لايقبل عليه الفلاحون. وتبقي نقطة مهمة ايضا في مكافحة القمامة وهي ضرورة فصلها من المنبع ويمكن البدء في تطبيقها علي الأحياء الراقية بالقاهرة والجيزة لفصل القمامة البلدية عن الورق والبلاستيك والمعادن وهذه كلها قابلة للتدوير وتعتبر كنزا كبيرا, أما مسألة دفنها في المدافن الصحية فانها تؤدي علي المدي البعيد إلي تلوث المياه الجوفية والتربة, ناهيك عن التكلفة الباهظة التي يتكبدها نقلها والتخبط والحيرة التي تواجهها المحليات في التعامل مع الشركات المنوط بها حل هذه المشكلة, مما يؤكد أن تربية الخنازير هي أسهل وأرخص الحلول المطروحة ولاتحتاج إلي شركات متخصصة أو موارد مالية كبيرة, ونشير إلي أن مهمة المحليات هي توفير أماكن مناسبة لحظائر الخنازير بعيدة عن المساكن. د.نادية فهيم يوسف - أستاذ مساعد بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء