طالعت كغيري من قراء الصحف السيارة خبر نزول مدير أمن الجيزة للشارع ليقوم بمعاونة العديد من السادة اللواءات وبقية الرتب ونزولا لأصغر جندي بحملة مفاجئة علي ما كان اسمه سابقا ميدان الجيزة, ونشرت الجرائد بيانا بالحملة. طبعا الحملة جاءت بناء علي توجيهات السيد اللواء وزير الداخلية.. ولم تكتف الجرائد بهذا الخبر, وإنما زادت عليه بخبر يسري عن القراء إذ يقول: إن محافظ الجيزة يستجيب لمطالب المواطنة أحلام التي التقته أثناء جولته هو الآخر بميدان الجيزة.. ولا أعلم إذا كان كل مسئول منهما يتجول بمفرده بالميدان.. أم أن المنطقة أصبحت مزارا للمسئولين حيث إن الست أحلام تعاني شظف العيش لأن ولدها أصيب في أحداث ثورة يناير بالرباط الصليبي!.. وكأي مواطن طبيعي صدقت ما قرأت.. وبعد انهاء دوام العمل, كنت شغوفا أن أعود لمنزلي بالهرم لأمر علي ميدان الجيزة بعد انتزاعه من غاصبيه.. وطفقت أحلم بأن رحلة العودة اليومية التي تستغرق ساعة ونصف ساعة لن تتجاوز نصف ساعة, لكن مخطيء من يصدق مثل هذه الترهات.. فالميدان علي حاله, والباعة يفترشون نهر الطريق والأحذية تحتل الأرصفة والحدائق المحدودة التي تآكلت فيها النجيل.. ولما وصلت الميدان حيث التقاء شارعي مراد, والجامعة لم أجد من الحملة المزعومة سوي رائد شرطة مصحوبا بأمين وجندي, وكأنهما من شرطة المسطحات وليس المرور. والأسئلة التي أطرحها إلي متي الكذب علي المواطنين؟.. ألم يصل لأسماع هؤلاء المسئولين أن هناك ثورة قد قامت علي أرض بر المحروسة.. ألا يوجد مسئول قادر علي تطبيق القانون بدلا من حالة الميوعة والارتعاش اللتين يعاني منهما مسئولونا؟ وإذا كان المسئول غير قادر علي الحل, فليرحل غير مأسوف عليه.