في إطار التعريف بالحرف التقليدية المصرية الأصيلة أصدرت جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة الجزء الثالث من موسوعة الحرف التقليدية في مصر بعنوان( العمارة الشعبية) بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة, يرأس تحرير الموسوعة, وأعد المادة البحثية المعماري عصام صفي الدين والباحث عبد الوهاب حنفي وقام بالتصوير الفوتوغرافي والرسوم عصام صفي الدين.... وترجع أهمية هذا الجزء من الموسوعة الذي يقع في162 صفحة من القطع المتوسط بخلاف ملحق الصور إلي ندرة الدراسات والأبحاث الحديثة والمعاصرة في مصر عن العمارة الشعبية بالرغم من غزارتها بالنسبة للعمارة الرسمية دينية أو سكنية لذا كانت المهمة شاقة لفريق إعداد هذا الجزء من الموسوعة, لكنهم بدأب الباحثين وإيمانهم بأهمية المهمة التي يقومون بها استطاعوا الخروج بهذا الكتاب القيم الذي يصعب إخراج مثله في مراحل لاحقة وتفضيل أصحابها وسكانيها لهدمها لإنشاء عمارات حديثة عبارة عن كتل خرسانية لا لون لها ولا قيمة معمارية أو تاريخية أو فنية أيضا بعكس العمارة الشعبية التي قدم الكتاب عنها أدق التفاصيل, ففي الفصل الأول ركز الفريق علي تقديم المفهوم العام لحرف العمارة, ومفهوم العمارة الشعبية ودوافعها ومجالاتها والحرفيين ونظم البناء, والعمارة الوظيفية, وانتقل الفصل الثاني لاستعراض التطور التاريخي للعمارة الشعبية في العصر الفرعوني والتي بدأت بتزيين المقابر التي تعبر عن عقيدة المصري القديم حول الخلود والبعث, ثم نقش الواجهة الخارجية لجدران المنازل وفقا للمستوي الاجتماعي, وكانت العمارة الشعبية مرتبطة بالاحتياج والتدبير والانتفاع والمناخ والمواد الخام, وإن كان المصري القديم أراد أن يضفي عليها لمسات جمالية, كما انعكست الروح الشعبية في العمارة الرسمية والمعابد وتطور الأمر مع اختلاط المصريين بأمم أخري عاشت في مصر أو احتلتها لفترات, ومن أعجب ما يشير إليه الفصل الثاني في الكتاب هو ارتباط العمارة الشعبية بخبرات المصريين في التعامل مع الطبيعة, فقد اختلفت الأغراض الانتقالية للخامات حتي أنه تم استخدام البلاص في البناء بقنا التي اشتهرت بإنتاج القلل و البلاليص, كما فرضت العوامل السكنية والتكدس السكني نظاما للبناء في واحة سيوة التي أدي العامل الأمني فيها إلي بناء أسوار للبيوت وكأنها حصون منيعة, فالعمارة ترتبط بالبيئة والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصاد. يتعرض الكتاب للخدمات والشكل الفني ويذكر أن هناك نوعين من الخامات هما, الأرضية( الطين أو الطمي الطين الأسواني الطين القناوي الطفلة الرمل حجر الجرانيت الحجر الخفاف أحجار أخري), والخامات العضوية( النخل البوص والغاب والسماد والكيب الشجر). ويختتم الكتاب بفصول عن مصطلحات التقنيات والأنماط.