يمكن للخادع أن يتعايش مع من حوله من المخدوعين لفترة ما طالت أو قصرت ولابد في النهاية أن يكتشف المخدوع أنه كان يشتري الوهم من الخادع.. فالخادع له أساليب جذابة يستطيع بها أن يستقطب كثيرا ممن حوله, خاصة إذا كان الدين أحد هذه الأساليب, فالكل يضعف وربما يستسلم أمام الدين الذي يمكن أن يستخدمه الخادع كمطية لتحقيق مآربه الخاصة في الحياة وصولا إلي منصب أو تحقيقا لغاية, المهم في النهاية أن يكون هناك هدف للخادع فيما يقوله أو يفعله مع المخدوع, وهذا ما حدث بين جماعة الإخوان ومن ينتمون لهم وبين الشعب المصري, والتي كان نتيجتها ما أفرزته نتيجة الانتخابات الرئاسية في يونيو2012 وصعود الرئيس المعزول محمد مرسي ممثلا عن الإخوان والتيار الاسلامي لرئاسة مصر, لم يكن هذا النجاح وليد الحظة بل كان نتاجا لعمل هذه الجماعات لعشرات السنين في الكثير من قري ونجوع مصر لمد يد العون للمحتاجين ومساعدة الأرامل والمساكين والمحتاجين أمام أعين الناس, الأمر الذي جعل الكثير من أبناء الشعب المصري يتعاطفون معهم وتكون نتيجته وصول الإخوان إلي الحكم.. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا.. هل كانت هذه الأعمال التي يقوم بها الإخوان خالصة لوجه الله أم كان لها مآرب وأهداف أخري؟ الإجابة علي هذا السؤال كانت يوم30 يونيو2013 حيث خرج عشرات الملايين مطالبين بإنهاء حكم الإخوان أي بعد عام واحد من الكذب والخداع عاني فيه جموع الشعب المصري من فترة حكمهم لمصر ورغم قصرها في حكم الزمن فإنها كانت بمثابة دهر كامل للمخدوعين الذين توسموا في الإخوان خيرا فكانت تصرفاتهم عكس أحلام البسطاء ممن انتخبوهم في البداية ولو أعيدت الكره ودخلوا الانتخابات فلن يحصلوا علي10% من أصوات الشعب المصري, وبالطبع هذا فرض مستحيل بعد قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر جميع أنشطة جماعة الإخوان المسلمين ومؤسساتها علي مستوي الجمهورية, ياليتهم يستوعبون الدرس ويدركون أن الشعب المصري المسالم يمكن أن ينخدع منهم مرة ولكن سرعان ما يفيق المصري ويعود إلي رشده ويندم علي فعل, وهذا ما حدث مع الكثيرين ممن انتخبوهم وهم الذين يندمون حاليا. لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى