استنكر الأزهر الشريف, ومفتي الجمهورية, ونقيب الأشراف, والمشيخة العامة للطرق الصوفية, ما قام به عدد من طلبة جامعة القاهرة من تجاوزات واعتداء لفظي علي الدكتور علي جمعة. مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء, خلال مناقشته لإحدي الرسائل العلمية بكلية دار العلوم. وأكد الأزهر الشريف حرمة مجالس العلم, ووجوب تقدير وإجلال العلماء, مطالبا باحترام التقاليد العلمية, والالتزام بآداب الحوار وقواعد الخلاف في التعبير عن الرأي. وقال الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, في بيان أمس, إن ما حدث يعد اعتداء غير مقبول علي أحد أعلام علماء الأزهر الشريف المشهود له بالعلم والصلاح والذي حقق إنجازا وتطورا كبيرا في دار الإفتاء خلال فترة توليه منصب الإفتاء, مؤكدا أن علماء الأزهر الشريف عامة ورموزه علي وجه الخصوص يجب احترامهم وإجلالهم, لما يحملونه من دين الله ومن ميراث سيد المرسلين صلي الله عليه وآله وسلم, فالعلماء ورثة الأنبياء. واكد مفتي الجمهورية أن توقير العلماء هو توقير لشرع الله, والتعدي عليهم يؤذي الله ورسوله لقول عبدالله بن عباس رضي الله عنه فيما نقله الإمام النووي:' من آذي فقيها فقد آذي رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن آذي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقد آذي الله عز وجل'. وناشد الدكتور شوقي علام, شباب الجامعات وغيرهم بالتعبير عن رأيهم بأدب دون تجريح أو سب أو انتقاص من أحد, وألا ينجرفوا وراء مشاعر الغضب التي توقع الإنسان في التهلكة وتنتقص إيمانه, عملا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم:' ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء'. وطالب الشيخ عبد الهادي القصبي, شيخ مشايخ الطرق الصوفية, جميع الطلاب بالالتزام بالأخلاق المحمدية, وحفظ مكانة العلماء وتوقيرهم, وعدم الإساءة إليهم, وخلع عباءة السياسة علي أبواب الحرم الجامعي التفرغ لتحصيل العلم. من جانبه قال السيد محمود الشريف, نقيب الأشراف, أن الاعتداء علي العلماء عمل لا أخلاقي لا يبرره ولا يقبل به اي دين أو مذهب أو الاختلاف في الرأي أو في وجهات النظر, داعيا إلي ضرورة احترام هيبة العلماء وتقديرهم كجزء من تقدير شريعتنا ودعوتنا. كما دعا الشباب إلي تجنب العنف في ردود الفعل أيا كانت الأسباب, وان يتعلم الجميع أدب الخلاف حتي لا يتحول الخلاف إلي فوضي.