ميثاق الشرف الاعلامي هو الأداة الرئيسية لضبط إيقاع الإعلام, تلك الحقيقة التي يعرفها صناع الإعلام في مصر, لكن أحدا لا يسعي لتحقيقه, وفي ظل الفوضي التي يعيشها الوسط الاعلامي, أصبح الميثاق شعارا يرفع فقط عندما تطل علينا مخالفة فنتذكره ثم ننساه و نمضي في الفوضي. وتدفع مصر ثمنا غاليا لعدم وضع هذا الميثاق والعمل به, إذ يؤثر ذلك علي مستوي المحتوي التي تقدمه محطات التلفزيون والصحف بالسلب وتهبط بمستوي الثقافة لدي الناس الي الدرك الأسفل. يقول د حسين أمين أستاذ الإعلام في الجامعة الامريكية: إن إطلاق هذا الميثاق هو عمل لا يجب أن تختص به الدولة فيجب علي المؤسسات الإعلامية والجمعيات والمجتمع المدني أن يؤلف هذا الميثاق وأن يراقب تنفيذه أيضا, والأمر غير صعب فهناك العديد من مشروعات المواثيق الإعلامية موجودة حاليا ويمكن وضع اللمسات الأخيرة علي صياغتها ومن ثم إطلاقها ومراقبتها مجتمعيا, ومن أهم العناصر التي يجب الانتباه لها هي مسئولية القنوات عن ما يقال عبر أثيرها, فليس من المعقول أن يخرج تجاوز ضد فرد أو جهة في احد البرامج وتدفع القناة بان هذه مسئولية من قالها. ووضع هذا الميثاق أمر مهم ونحن نبني مصر الجديدة علي أن تكون هناك عقوبات رادعة لمخالفة تعاليم الميثاق كما يحدث في الخارج فهناك تدفع القنوات غرامات كبيرة في حالة تجاوزها المواثيق والنظم ولذلك لا تجد اي حياد عن المهنية ويستمتع المتلقي بكل ما يقدمه الإعلام, وأشار أن الميثاق يجب أن يراع التخصص في الإعلام فالإعلام الديني يختلف عن الرياضي وإعلام المرأة يختلف عن المنوعات. و يقول د محمود علم الدين أستاذ الإعلام جامعة القاهرة: إن الخطوة الاولي قبل التفكير في تنظيم الإعلام هي إعادة تقييمه وان تسن قوانين وتشريعات وضوابط تحدد العلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور, فنحن نحتاج الي إعلام يلتزم بالموضوعية وفي نفس الوقت قابل للمساءلة, فان هذا التنظيم يجب ان يعطي الحق في العمل بدون قيود فيما يتعلق بالحصول علي المعلومات وان يتساوي في ذلك الاعلام الحكومي والحزبي والخاص, والمجلس الوطني للإعلام هو المعني بتنظيم العمل الإعلامي وإعطاء التصاريح فيما تقوم هيئات مستقلة علي عملية التقييم والمراقبة, وأشار الي أهمية إعادة النظر في قوانين تنظيم تداول المعلومات وقانون نقابة الصحفيين والمنطقة الحرة الإعلامية وغيرها من القوانين التي تمس الموضوع و تحتاج الي تعديلات. و يقول الاعلامي محمود سلطان عضو اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن لديه مسودة لميثاق الشرف الاعلامي وهي جاهزة لان تطلق للحوار المجتمعي وهذا هو أهم خطوة إذ أن التوافق علي بنود الميثاق سوف يعظم من قيمته, ونحن في حاجة لإطلاق مؤتمر لصياغة هذا الميثاق في شكله النهائي يكون فيه عدد من جلسات الاستماع وبمشاركة واسعة من كل أطياف الإعلام المصري, و قال أن نقابة الإعلامين المزمع إطلاقها يجب أن يكون لها دور في مراقبة تنفيذ هذا الميثاق مؤكدا علي أنها الجهة الوحيدة التي يمكن لها أن تعاقب منتسبيها من ممارسي الإعلام.