2 لعبت صحيفة الإجبشيان جازيت الإنجليزية التي شهدت مولد موهبة الأستاذ الصحفية دورا بالغا في مستقبله. فبعد أسابيع من تدربه في الجريدة وجد نفسه في زيارة رتبتها الجريدة إلي جبهة القتال الدائر بين الحلفاء والألمان في صحراء مصر الغربية في ذلك الوقت. هذه التجربة في تغطية حرب حقيقية زرعت في هيكل هواية ميادين القتال في الوقت الذي كان الآخرون يخشون مخاطرها. ومن الجازيت انتقل هيكل إلي روزا اليوسف ثم آخر ساعة التي كان يملكها ويرأسها الأستاذ الكبير محمد التابعي الذي لا أذكر أن أشار إليه هيكل مرة إلا بقوله الأستاذ التابعي. وعندما باع الأستاذ التابعي آخرساعة عام1946 للأخوين علي ومصطفي أمين لضيق التابعي بشئون الإدارة, كان من شروطه أن ينتقل هيكل مع آخر ساعة إلي دار أخبار اليوم التي أسسها الأخوان علي ومصطفي في نوفمبر1944 وانطلقت كالصاروخ في سماء الصحافة. وبعد معركة كفاح قاس فيها الكثير مع صاحبي أخبار اليوم لإقناعهما بكفاءته, أصبح هيكل نجم الدار الأول الذي أثار غيرة الآخرين, وجعلهم يضعون أمام صاحبي الدار الإختيار بينهم أو هيكل, وكانت النتيجة مزيدا من الانطلاق لهيكل. وفي الفترة بين عامي48 و52 قبل ثورة يوليو كان اسم هيكل موجودا دائما في عناوين أخبار اليوم الضخمة التي غطت الحرب الأهلية في اليونان, وحرب فلسطين48 من أول طلقة, وسلسلة الإنقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا, وواقعة إغتيال الملك عبد الله ملك الأردن في القدس, واغتيال رياض الصلح رئيس وزاء لبنان في عمان, ومقتل حسني الزعيم قائد أول انقلاب عسكري سوري في دمشق, وثورة محمد مصدق في إيران, وحرب الهند الصينية الأولي, والحرب الكورية بين50 و53. يقول هيكل عن هذه الفترة إنه كان من نتائجها حصوله علي جائزة الملك فاروق للصحافة ثلاث مرات, وتعرفه علي أحوال شعوب المنطقة وساستها وحكامها. وفي18 يونيو1952( في سن29) أصبح هيكل رئيس تحرير آخرساعة بعد خمس سنوات من عمله فيها.... لمزيد من مقالات صلاح منتصر