تتفق معه أو تختلف.. تحبه أو تكرهه.. لكن لايمكن إلا أن تحترمه.. إنه زاهي حواس الفرعون المصري الذي لن ينسي المصريون صورته الشهيرة وهو يجلس بالبالطو الاسود يجري محادثاته التليفونية علي تليفونه المحمول علي دكة خشبية أمام المتحف المصري ابان ثورة52 يناير وما تلاها من انفلات امني في رسالة للعالم انه يحمي متحفه وآثاره ودنياه. زاهي حواس الذي لم يسامحه الكثيرون حينما لم يعلن صراحة عن حجم السرقات التي تمت في المتحف المصري خلال الفترة التي تلت الثورة ربما خوفا من إثارة قلق المصريين علي تاريخهم وآثارهم أو أملا في عودة المسروقات وبالتالي لا داعي لحدوث بلبلة. ثم تتابعت الأيام وانفجرت ثورة03 يونيو الشعبية العظيمة التي أصابت العالم الذي كان يستعد لتقسيم مصر بالذهول وتعالت الأصوات بأنها ليست ثورة بل انقلاب عسكري وتزعمت أمريكا الحملة علي مصر ورئيسها وشعبها ووزير دفاعها.. وفي هذه الأثناء أخذت ابحث عن زاهي حواس معشوق الامريكان فلم أجده ووجدت تليفونه مغلقا علي غير العادة فتساءلت هل أصابه الإحباط واليأس؟ وتوالت الأيام لاكتشف ان حواس لم ينتظر دعوة ليبدأ حملة محمومة في حب مصر فقد قام بجولة في عدد من دول العالم علي رأسها عدد من الولاياتالأمريكية التقي خلالها بطلبة الجامعات ورجال الإعلام والثقافة وصفوه المجتمع الأمريكي وبالتنسيق مع السفارة والقنصليات المصرية وقدم لهم وجبة ثقافية أثرية شهية خلط فيها السياسة بالآثار, أما أطرف ماقام به حواس فإنه طلب من رئيس إحدي الجامعات في نيفادا ان يقوم بعمل استفتاء بين الطلبة حول ماحدث في مصر وإذا ما كان ثورة أو انقلابا فكانت النتيجة أنه انقلاب عسكري بنسبة59%, وبعد هذه النتيجة صعد حواس إلي المنصة وبصوته الجهوري وقفشاته اللذيذة وحكاياته التي لا تنتهي غزل السياسة بالآثار وحبس أنفاس الحاضرين وما ان انتهي من محاضرته حتي طلب عمل نفس الاستفتاء فكانت النتيجة المتوقعة ثورة.. ثورة مصرية شعبية لامجال للتشكيك فيها. هكذا بمنتهي البساطة استطاع حواس ان يغير أفكار مئات بل آلاف الأمريكان تجاه مايحدث في مصر!! لمزيد من مقالات بقلم : امل الجيار