تلك الشوارع القاسية التي تقاتل البيوت في عشوائيتها والأشجار الذابلة التي أحبطها إهمال المواطنين, إنها المعركة الأشهر في تلك المدينة بعد انتظار عربة واحدة لنقل المواطنين من مدينتهم العياط وإلي مدينة الجيزة. حيث يكون مقر اعمالهم..مواصلات..صرف صحي..مراكز طبية.. خدمات ومرافق عامة.. طرق.. نظافه..نظام.. أمن.. كلها أشياء باتت في خيال أهالي تلك المدينة.. انها مدينة العياط..كل شئ بها كان الدافع بعد ثورة اضاءت الامل في بعض القلوب, ووضعت في النفوس شيئا من الحماس, ليقف بعض شباب تلك المدينة يقولون: ها هو حال مدينتنا فماذا نحن فاعلون.. انه فريق شبابنا, مجموعه من الشباب بلا مقر, بلا أي تمويل, بلا أي دعم مادي كان أو معنوي استمر في عملة التطوعي الان حتي عامه الثالث حققوا خلالها العديد من المشاريع التي كاد اليأس أن يقتل امكانية تنفيذها والتي كان اهالي المدينة يرونها أحلاما من الخيال, أصبحت الآن واقعا.. بدأ الفريق نشاطاته بحملة نظافة عامة للمدينة استطاعوا عن طريقها إخلاء كم هائل من القمامة وقاموا بتنظيف الشوارع العامة, ورغم ما عانوه في التعامل مع رفع القمامة المتراكمة علي مر أيام بل وشهور أيضا إلا إنهم كانوا في قمة سعادتهم بعملهم هذا.. بعد حملة النظافة قرروا أن يستمر جمعهم هذا بأن يصبح لهم كيان خاص يعمل علي تحسين أوضاع مدينتهم فاختاروا لأنفسهم اسم, فريق شبابنا, وشعار خاص بهم ووضع خطة عمل للفريق واجتماعات دورية لمناقشة مشاريعهم. في أول اجتماع لهم قرروا البدء في تطوير محطة السكك الحديدية بالعياط, لم يكن يتصور احد ان فئة من الشباب تستطيع القيام بهذا العمل, لكنهم واجهوا هذا التحدي ونجحوا في تطويرها وتنظيفها ودهان أسوارها قاموا وكتبوا عليها بعض الأقوال المأثورة والأحاديث النبوية الشريفة, وصنعوا مقاعد ومظلات إضافية للمحطة.. وأصبح الفريق أكثر قوة بعد هذا المشروع وصار من علامات المدينة, فوضعوا أسس ونظام للعمل الفريق ليصبح لكل فرد مهام محددة ووجدوا أن هناك أهمية بالغة لرفع الوعي العام للمواطنين, كعامل مهم لصناعة مجتمع مثالي, فانطلقوا علي محورين: الخدمي فأقاموا أول معرض للملابس بأسعار رمزية قدمها بعض المتبرعين.. وقدما شنط رمضانية مجانية للفقراء, فضلا عن حملة توعية انتخابية من خلال ندوات ومحاضرات نظرا لتغيرات المناخ الانتخابي بعد ثورة 25 يناير. كان هدفهم واضح من شعارهم شبابنا.. بنعمر بلادنا وإستمرارية الفريق أكدت أن قيامه لم تكن مجرد شرارة أو لحظة حماس لكن الدافع الرئيسي هو الرابط الروحي والحسي بينهم