حتي قبل تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك كان بالفعل البعض يتداول أخبارا عن حجم ثروته وعائلته, والبعض الآخر أطلق العنان لخياله متصورا نصيب كل فرد عند تقسيم هذه الثروات علي الشعب المصري عقب استعادتها.. ومنذ خلعه.. تتخذ إجراءات تستهدف إستعادة الأموال واستشهدوا بأسماء دول مثل إيران التي استردت17 مليار من أموال الشاه.. ولكي نظل علي أرض الواقع ولا نغرق في آمال عريضة ثم نصاب بالإحباط, فلدينا نماذج أخري تأكد أن لديها ثروات ولم تعد لبلادها أبدا, في مقدمتهم جوزيف ديزيريه موبوتو, المعروف باسم موبوتو سيسيكو. اشتهر بلقب نمر زائير, وكان يرتدي قبعة من فراء النمر صاحب الرقطة الشهيرة, وهي بمثابة تاج لسادة قبيلة بانتو ويعتبرونه حيوانا ماكرا وجلده مقدس, وتصف الصحفية البريطانية ميشيلا رونج في كتابها علي خطي السيد كورتز قائلة.. وظلت زائير ترزح تحت حكم موبوتو لمدة32 عاما وهو ينعم بمظلة تأييد فضفاضة إذ تغاضت أمريكا وفرنسا وبلجيكا عن فظائعه من اجل عيون الذهب والنحاس والكوبالت وليذهب شعب زائير إلي الجحيم, طالما أن مناجم البلاد مشروعة الابواب لقوافل اللصوص المحترفين بمباركة موبوتو الذي لم يأل جهدا في امتصاص دماء بلاده, وظل يصول ويجول في ميادين الخداع والارهاب. فخلال الاعوام التي ابتدأت بأزمة زائير الاقتصادية عام1975 وحتي رحيل سيكو إلي منفاه تلقت زائير9.3 مليار دولار من المساعدات الاجنبية وكان يصل إلي هذا البلد331 مليون دولار سنويا في الفترة ما بين75 وحتي عام84 ليرتفع هذا المعدل إلي542 مليونا في العام بين عامي85 و94 وكان الشطر الاعظم من هذا التدفق الغزير من الاموال من نصيب سيسيكو حيث يصب في حساباته الخاصة في بروكسل وفرانكفورت وجنيف ولندن وغيرها. ولد الرئيس السابق للكونغو في1930, وتولي قيادة الجيش في1961, واستولي علي السلطة في1966 بدعم من بلجيكا وأمريكا وتولي رئاسة الدولة والحكومة, وظل يحكم الكونغو أي طيلة32 سنة, وأعلن قيام الجمهورية الكونغولية الثانية القائمة علي أساس دستور يحصر السلطة الفعلية بشخص رئيس الجمهورية, وانتخب بموجب هذا الدستور في نوفمبر1970 رئيسا للجمهورية بنسبة100% من الأصوات!! وفي1972 غير اسم الكونغو إلي زائير, واستمر اسمها كذلك حتي أطاحت به ثورة مسلحة بقيادة لوران كابيلا والذي اعاد الاسم الأول وأصبحت الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية, يذكر أن كابيلا وهو أحد أنصار الزعيم ورئيس الوزراء باتريس لومومبا وأبرز المعارضين لحكم سيسيكو, وقد تولي الرئاسة بعد الإطاحة بسيسيكو الذي انتقل إلي المغرب وتوفي هناك في عام1997 متأثرا بمرض السرطان. وتردد أن ثروته تتراوح ما بين5 و6 مليارات دولار وترك البلاد مديونة ب13 مليار دولار! وجزء من أصول لموبوتو ظلت مجمدة في سويسرا(8.3 مليون فرنك سويسري) منذ17 مايو1997 وكان من المفترض تسليمها لعائلته في15 ديسمبر2008 لكن سويسرا لم تجد حلا لا مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ولا مع أحد أبناء موبوتو لذا قرر المجلس الاتحادي في سويسرا في12 ديسمبر2008 تمديد تجميد الأموال حتي28 فبراير2009 ولكن قيل إن هذه الأموال المجمدة عادت في النهاية لأسرته, وفقا لقرار مؤرخ في14 يوليو.2009 وأبدي وقتها السفير السويسري لينوس فون كاسلتمور أسفه لأن هذه الأموال لم تذهب لدولة الكونغو!