في مدينة كارديف عاصمة ويلز البريطانية جرت قبل أيام وقائع اختيار مصر عضوا بالهيئة العالمية للسينوغرافيين وتقنيين ومعماريي المسارحOISTAT. وذلك خلال المؤتمر العام للهيئة والذي وقف فيه مصمم الديكور المصري حازم شبل معرفا بالمركز المصري للسينوغرافيين المصريين الذي قام بتأسيسه قبل عام, لكي يصوت علي قبول العضوية من عدمها خمسين عضوا دوليا في هذه المؤسسة العالمية والتي تم تأسيسها عام1968 في براج عاصمة التشيك.. وبعد عرض نشاط المركز المصري خلال هذا العام من معارض لتصميمات الديكور والأزياء والإضاءة المسرحية, وعرض زيارة مجلس إدارة الهيئة للقاهرة ومناقشاتهم مع الفنانين المصريين, تم قبول عضوية مصر باعتبارها أول دولة عربية وإفريقية تنضم لهذه الهيئة رسميا, بل وتم ترشيحها لعضوية مجلس إدارة الهيئة ضمن14 عضوا يتم اختيار سبعة أعضاء فقط من بينهم. في البداية لابد من الإشارة إلي أن السينوغرافيا هي فن التشكيل في الفراغ المسرحي, بكل ما يحويه من ديكورات وأزياء وإضاءة وحتي حركة الممثلين والاستعراضات, ولكن جرت العادة في الوسط المسرحي أن يطلق لقب السينوغرافيين علي مصممي الديكور والأزياء والإضاءة, وقد بدأت حكاية مصر مع الهيئة العالمية للسينوغرافيين وتقنيين ومعماريي المسارح عام2003, حينما انضم مصمم الديكور المصري حازم شبل إلي عضويتها بشكل فردي من خلال مشاركته في معارضها بتصميماته التي كان من أشهرها' في بيتنا شبح' و'أهلا يا بكوات' و'زكي في الوزارة' للمخرج عصام السيد, و'الإسكافي ملكا' لخالد جلال, ومنذ أن بدأت هذه العلاقة حرص شبل علي توصيل صورة إيجابية وجذابة عن فناني مصر في هذا المجال سعيا منه لضم مصر للهيئة العالمية دون أي دعم رسمي من قبل الدولة أو وزارة الثقافة, اللهم إلا تشجيع حسام نصار الرئيس السابق للعلاقات الثقافية الخارجية دون سابق معرفة بينهما وحرصه علي استضافة مجلس إدارة الهيئة العالمية لمعماريي المسرح في مصر لأول مرة في دولة إفريقية لإطلاعهم علي رؤي فنانينا ومجهوداتهم وهو ما وطد العلاقة بين الطرفين المصري والبريطاني, وعن هذا قال حازم شبل:' حلمت بهذه اللحظة منذ عشر سنوات تقريبا, حينما حصلت علي عضويتي الفردية بالهيئة, وقد آثرت وقتها ألا استفيد بهذه العضوية التي تتيح لي الاطلاع علي أحدث ما وصل إليه العالم في مجال السينوغرافيا من خلال المعارض والمؤتمرات المسرحية وحدي, لذا قررت أن أسعي إلي تحويل هذه العضوية إلي عضوية دولة حتي نفتح بابا جديدا للاتصال مع العالم الخارجي في هذا المجال لأعوام طويلة قادمة, وخلال معرض' كواردينالي براغ الدولي للتصميمات المسرحية' الذي أقيم في التشيك بعد ثورة25 يناير بدأت فكرة إنشاء المركز حيث كان عدد المشتركين من مصر10 أفراد وطبقا للائحة يجب أن يتقدموا بطلب لإنشاء مركز للسينوغرافيا في بلدهم وبالفعل تقدمت بطلب في نوفمبر2011 وحصلت علي الموافقة في يناير2012 ليصبح أول مركز أفريقي مشارك بالهيئة العالمية مع مراكز من أكثر من خمسين دولة'. ولاشك أن قبول مصر عضوا عربيا وإفريقيا وحيدا في هذا المجال سيكون له أكبر الأثر في تبادل الخبرات والتعارف بين اجيال و الجنسيات المختلفة بين أبناء مهنة السينوغرافيا علي اعتبار أن الOISTAT شبكة تعارف دولية لمهن تشكيل و تنفيذ الصورة المسرحية ولوازمها, ورغم هذا فقد تعرض حازم شبل لكثير من المعوقات من جانب وزارة الثقافة التي كانت تتسبب بببيرقراطيتها في عرقلة سفره كثيرا لحضور مؤتمرات ومعارض الهيئة رغم اننا في أمس الحاجة الآن قبل أي وقت مضي لمن ينقل أفضل صورة عن مصر بشكل عملي وجذاب وبلا خطب رنانة, وليس هناك أفضل من تلك الاحتفاليات العالمية التي يمثل أبناؤنا فيها سفراء حقيقيون لبلادهم, وما لا يعرفه الكثيرون ان المشاركة باسم مصر في تلك الهيئة العالمية لا تعد وظيفة ذات أجر, ولكنها في النهاية عمل تطوعي لا يتقاضي أعضائها أي أموال من أي نوع, ولا يتطلب سوي حضور حوالي خمس اجتماعات دولية والمتابعة بالخطابات والمراسلات عبر الإنترنت, ويكفي ان نقول علي سبيل المثال أن أحد الأعضاء المرشحين لمجلس الإدارة الجديد للهيئة- والذي ترشحت مصر أيضا لعضويته- وصل أحدهم لمدينة كارديف البريطانية وهو يقود بنفسه طائرته الخاصة, والآخر يملك مصانع شاشات ليد في تايوان بالإضافة لعدد من استديوهات للتليفزيون و الراديو, بينما يملك الثالث أكبر ورشة لتصنيع الديكورات في روتردام الهولندية, لذا نتمني أن تكون إدارة العلاقات الثقافية الخارجية خيرا للعضو المصري والعربي والإفريقي الوحيد بالهيئة باعتباره سفيرا لمصر, وذلك بتسهيل حضوره لتلك الفعاليات علي نفقة الدولة خاصة فلا يصح أن تدعم دول أوروبا وحدها مصر لتثبيت أقدامها في تلك المؤسسة العالمية الراقية.