الترام السريع, الذي يبدأ من كلية البنات بمصر الجديدة ويصل إلي القاهرة الجديدة, مرورا بمدينة نصر, أصبح حكاية, بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات علي إعلان البدء في سيره. ولم يتم اتخاذ خطوات عملية طوال هذه الفترة لتنفيذه رغم تشكيل لجان وعقد إجتماعات, تمخضت في النهاية إلي ما لاحظته بالأمس في أثناء سيري بشارع مصطفي النحاس, والذي كان يمر به المترو القديم, فقد فوجئت بعشرات السيارات تضع كميات كبيرة من الرمال, وعلي طول خط السكك الحديدية وفي اليوم التالي فوجئت أيضا بتسوية هذه الكميات الرملية لتغطي قضبان الحديد من بداية الخط وحتي نهايته بشارع مصطفي النحاس. المنظر كان مروعا! وبفضول الصحفي إتصلت بمكتب محافظ القاهرة, وعلمت أن المشروع يقع في مسئولية هيئة النقل العام. وتوصلت إلي اللواء هشام عطية نائب رئيس الهيئة لأنه المسئول عن رئاسة الهيئة في غياب رئيسة الهيئة مني مصطفي لسفرها خارج البلاد ليجيب لي علي العديد من التساؤلات المحيرة. لماذا كل هذه الفترة في البدء في تنفيذ المشروع؟ وما الحكمة من تغطية قضبان السكك الحديدية علي طول الخط بالرمال دون الاستفادة من بيعها حتي كحديد خردة والذي يقدر بالملايين؟ وهل يتم توسعة شارع مصطفي النحاس في الاتجاهين ليستوعب الزحام الشديد والتكدس المروري بهذه المنطقة بمدينة نصر؟ وخاصة أن هذا الشارع يربط جميع الشوارع الرئيسية بمدينة نصر, وغيرها من التساؤلات التي أجاب بناء علي لجنة وافقت علي بقاء شارع مصطفي النحاس بمدينة نصر وغيره من الشوارع الذي كان يسير فيه المترو القديم كما هو, علي أن يتم فقط تغطية الحديد بالرمال والطوب البازلتي لاستغلاله لتسير سيارات النقل العام عليه لمدة عامين أو ثلاثة وبعدها نقوم بتكسير هذا البازلت وتطهير الحارة التي بها طريق المترو مما بها من رمال ويخلع القضبان ونضع خط جديد لتسيير الترام السريع, وبذلك نكون قد حافظنا علي الأعمدة والكابلات الخاصة بشبكة الكهرباء للاستفادة بها في الترام السريع عند البدء فيه. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت المسألة بهذا الشكل.. وبما أن هناك جدية في تنفيذ المشروع فلماذا كل هذا التأخير؟ لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى