في أول دراسة من نوعها تربط بين ارتفاع حرارة الطقس والإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء, أعلن فريق من الباحثين بمستشفي جامعة زيوريخ أخيرا نتائج أول دراسة من نوعها تؤكد أن الأرتفاع الشديد في درجة حرارة الجو بجانب تسببها في زيادة العرق وتجعد الشعر فإنها تزيد من مخاطر الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء ومنها مرض التهاب القولون المتقرح. وكانت هذه الدراسة- التي نشرت نتائجها الأسبوع الماضي بآخر أعداد المجلة الأمريكية للجهاز الهضمي قد أجريت تحت إشراف الدكتورة كريستين مانسر علي نحو1500 مريض ممن أصيبوا بالتهابات المعدة والقولون بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو. وتعليقا علي هذا الخبر يقول الدكتور حسني سلامة أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة القاهرة أن الإرتفاع الكبير في درجة حرارة الجسم يلعب دورا في تنشيط وتقوية المناعة ضد العدوي الميكروبية, ولأن التهاب المعدة والامعاء أو التهاب القولون المتقرح هي امراض تنتج عن إختلال جهاز المناعة, كان يتم علاجها بعقار الكورتيزون الخاص بعلاج الالتهابات, إلي جانب إعطاء بعض الأدوية المخفضة لمناعة الجسم, بغرض تقليل النشاط المناعي المسبب لإلتهابات القولون. وقد ثبت أن ارتفاع حرارة الجو يزيد من نشاط جهاز المناعة بدرجة مفرطة مما يؤدي إلي زيادة نشاط التهاب القولون المناعي والتهابات المعدة. أما عن مخاطر انتشار العدوي بالتهابات القولون المعدية خلال أيام الصيف الحارة, فقد ترجع إلي زيادة تناول الناس للمشروبات المثلجة بمختلف أنواعها, وهي بالطبع تكون عرضة للتلوث الميكروبي بصورة كبيرة تنعكس علي القولون والأمعاء. ومن أجل ذلك, لا يوصي أطباء الجهاز الهضمي بخفض درجة حرارة الجسم في حالة الإصابة بأي نوع من أنواع الحميات إلا في حالات معينة مثل تجاوز درجة الحرارة الأربعين, خاصة عند الأطفال حتي لا يتعرضوا للتشنجات الحرارية, وكذلك بالنسبة للحوامل حتي لا يتعرض الأجنة للتشوهات الخلقية, وعند مرضي القلب والمرضي كبار السن, حيث يؤدي كل ارتفاع لدرجة حرارة الجسم بمقدار درجة واحدة إلي زيادة معدل أداء القلب بمعدل10 ضربات في الدقيقة. أما في الحالات العادية فيفضل الإستفادة بارتفاع درجة الحرارة في رفع مناعة الجسم وزيادة مقاومته للأمراض.