لان الوطن كان الجزء الاضعف والاقل اهمية في التربية الاممية لافراد جماعة الاخوان المسلمين, يقفزون من اخوة الدين والجماعة الي حلم الخلافة, اما الاوطان فمرحلة عابرة لا يجوز التعلق بها لانها بالضرورة الي زوال, وربما يكون فرض عين علي فرد الجماعة ان يحارب وطنه وشعبه دفاعا عن وهم الجماعة الكاذب, وعندما يموت الوطن داخل البعض ويصل حجم الكراهية الي حد الاصرار علي تدمير مقدراته وحرق منشآته وقتل افراده باسم الاسلام, فلا تسريب ولا عوار ولا خجل! فإذا لفظت الاوطان فكر الجماعة وقاومت الانصياع لنهجها يصبح من حق الجماعة ان تشهر سيفها علي الشعب والوطن, تلعنهما وتحاربهما حتي الفناء والموت, وتدمر كل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش الوطني لانه التزم الدفاع عن ارادة الشعب..وما من تفسير آخر لهذه الكراهية الشديدة للشعب والجيش التي يبديها بعض افراد الجماعة بعد سقوطها سوي ضعف انتمائهم الوطني لان الجماعة في عرف هؤلاء اهم وابقي واكبر من الوطن, وبرغم انكار الجماعة تغريدة محمود غزلان علي تويتر التي هي في الحقيقة نعيق غراب لا يعرف كيف يواري سوءاته, فإن هذه التغريدة هي التعبير الحقيقي عن مكنون فكر الجماعة التي لا تزال تعيش في عالم افتراضي, تتصور ان المصريين سوف يزحفون في يوم قريب علي بطونهم يطلبون عفو الجماعة التي جاءت لتحررهم من الكفر والجهالة!, لكن الجماعة لن ترحمهم وسوف تدق اعناقهم! وفي هذا السياق المريض يسهل فهم وتفسير الابعاد التكفيرية لفكر جماعة الاخوان الذي يعتقد ان المصريين يعيشون حالة من الكفر والجهالة, كما يسهل تفسير مطالب د.عصام العريان الاربعة كي يعود الاستقرار الي مصر, عودة مرسي واعادة مجلس الشوري. ومحاكمة30 مليون مصري لانهم خرجوا عن طاعة الجماعة في30 يونيو اولهم الفريق السيسي, واعادة الاعتراف بدستورهم التفصيل الذي لم يحظ بأي وفاق وطني. ولان الشعب المصري فهم العقدة والحكاية, لا تكاد تظاهرات الجماعة تهتف ضد الجيش في اي من احياء مصر الشعبية وشوارعها حتي تخرج جموع الشعب تطاردهم وتردهم علي اعقابهم باعتبارهم خارجين عن الوطن كارهين للشعب وجيشه الوطني. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد