أعربت كل الفصائل والقوي الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة عن استيائها وغضبها من استمرار تدخل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الشئون الداخلية لمصر. وذلك عندما قامت عناصر يوم الجمعة الماضي برفع شعار رابعة الأردوغاني في عرض عسكري مشترك مع الفصائل الأخري في شمال القطاع بهدف اظهار التضامن الداخلي الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المحتمل علي القطاع. واعرب معظم سكان القطاع عن دهشتهم من تصرف كتائب القسام الذي جاء بعد ايام قليلة من اعتذار حماس عن تصرف مماثل وتأكيد الدكتور موسي أبومرزوق القيادي في الحركة أن قيام عناصر القسام برفع شعار رابعة في عرض عسكري مماثل جري في رفح بجنوب القطاع منذ اسبوعين كان خطأ ولن يتكرر. والمح الكثيرون إلي ان تكرار رفع شعار رابعة من جانب عناصر القسام يشير إلي وجود إنقسامات شديدة داخل حماس وأن الجناح السياسي فقد السيطرة علي الجناح العسكري والذي بات يفعل مايحلو له دون ضابط أو رابط. وفي الوقت ذاته وصف مسئول في احد الفصائل للأهرام الناس في غزة بأنهم باتوا يطلقون علي كتائب القسام اسم كتائب الانقسام لدورها في عدم تنفيذ اتفاقات المصالحة الداخلية الفلسطينية. ومن ناحيتها عبرت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن استيائها ورفضها للخروقات التي تمت خلال العرض العسكري الذي جري في شمال قطاع غزة للأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة, واعتبرت بعض الشعارات أو الإشارات التي رفعت من كتائب القسام لا تعبر عن موقف كتائب المقاومة الوطنية وتعد خروجا عن أهداف هذا العرض التي كانت موجهة للاحتلال الاسرائيلي وتهديداته المستمرة ضد قطاع غزة, وليس تدخلا في الشأن الداخلي لمصر الشقيقة. وذكرت في بيان لها أنها تتمسك بمبدأ الاجماع الفلسطيني علي النأي بالنفس عن الدخول في اطار الازمات الداخلية لأي بلد عربي, وتؤكد الكتائب ان الوحدة في الميدان ووحدة المقاومة تتطلب علاقات داخلية مبنية علي الاحترام ومبدأ المشاركة وعدم الخروج عن قضايا الاجماع الوطني الفلسطيني وشددت كتائب المقاومة الوطنية علي أن ذلك يستدعي من فصائل المقاومة في غزة الاستعداد لأي عدوان إسرائيلي من خلال تشكيل جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مشتركة والتنسيق فيما بينها في أساليب الرد والتصدي للعدوان. ومن ناحيتها كانت كتائب الشهيد أبو علي مصطفي, الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, قد انسحبت من العرض العسكري وأعلنت مقاطعة المؤتمر الصحفي للأذرع العسكرية, بعد التجاوزات التي قامت بها كتائب القسام من خلال رفع شعارات مناصرة للاخوان المسلمين ومناهضة للجيش المصري. واعتبرت كتائب ابو علي ما أقدمت عليه كتائب الشهيد عز الدين القسام, بانه لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه, ولا يصب في مصلحة الإجماع الوطني الفلسطيني. وقالت الكتائب في بيان توضيحي صادر عنها: انه في اجتماع ضم كل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في قطاع غزة تم الاتفاق علي تنظيم مسيرة وعقد مؤتمر صحفي يضم مختلف الأذرع العسكرية الفلسطينية, هدفهما تأكيد وحدة المقاومة ضد الاحتلال, ومواجهة اعتداءاته المتواصلة علي مدينة القدس, وتضامنا مع أسرانا في سجون الاحتلال, ورفضا للمفاوضات وللتسوية, وللعدوان علي الدول العربية, وعدم التدخل في شئونها الداخلية, إلا أننا تفاجأنا بحدوث تجاوزات وإخلالات من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل أخري, من بينها رفع شعارات غير متفق عليها, تمس بمواقفنا ورأينا. وجددت الكتائب تأكيدها موقفها الداعي للوحدة الميدانية بين مختلف الأذرع العسكرية, وفق أجندة وطنية حقيقية. كما أكدت الكتائب وقوفها التام إلي جانب الشعوب العربية والقطر العربي السوري الشقيق في مواجهة التهديدات الامريكية والغربية ضده, مشددة علي جديتها في صد أي عدوان اسرائيلي ضد قطاع غزة. وكانت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي وكتائب الاقصي الجناح العسكري لحركة فتح قد اعتذرتا في وقت سابق عن عدم المشاركة في العرض العسكري. ومن ناحية اخري واصلت حركة تمرد غزة نشر بياناتها المعارضة لحركة حماس وحكمها في قطاع غزة, مدعية في احد بياناتها أن إطلاق المواطنين للصافرات يوم الجمعة الماضي يدل علي اشتياق أبناء القطاع واصرارهم علي الانعتاق من ظلم حماس. واعتبر البيان أن الدعوة لاطلاق صافرات الانذاريعد البادرة الجماهيرية الاولي والتي سيتبعها برنامج نضالي متكامل لن ينتهي الا بانتهاء الظلم, حسب قول البيان. ونفي البيان أي علاقة للشخص المقنع الذي نشرت حماس أقوالا علي لسانه ادعي فيها أنه من قادة حركة تمرد وانه يعمل لمصلحة اجهزة استخبارات الاحتلال. واعتبر البيان العرض العسكري الذي نظمته كتائب القسام في شمال قطاع غزة يوم الجمعة الماضي محاولة الحركة إظهار العصي الغليظة ومحاولة ارهاب المواطنين في القطاع. ودعا البيان الي النفير يوم الجمعة القادم فيما أطلق عليه جمعة التكبير, داعيا المواطنين الي التكبير تزامنا مع أذان عشاء يوم الجمعة القادم..