فيما يشبه الانتفاضة, أعلن أقطاب الحركة الناصرية في مصر والعالم العربي, رفضهم العدوان الأمريكي المنتظر علي سوريا, ووصفوا ما تتعرض له سوريا حاليا بأنه يشبه العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 وذلك في مؤتمر عقده أمس بالقاهرة العديد من التيارات الناصرية والقومية في سوريا ولبنان والعراق واليمن والأردن وفلسطين والسعودية. وأكدوا ان الجسد العربي مازال لديه القدرة علي ان يقول لا للضربة الأمريكية ضد سوريا, وكان من اللافت للنظر ان طيفا واسعا من المعارضة السورية التي هي ضد الرئيس بشار الأسد أعلنت عن رفضها واعتراضها الشديد علي الضربة الأمريكية ضد سوريا. وقال المعارض السوري رجاء الناصر الذي فقد ابنه من جراء الصراع في سوريا إننا ضد العدوان الأمريكي وان معارضتنا للنظام في سوريا لا تعني أبدا ان نسلم بلادنا للأمريكان, نحن نعارض النظام الحاكم لكننا لا نقبل ان نحكم سوريا علي ظهر دبابة أمريكية. وقال الدكتور يحيي غدار من لبنان: إن ما تتعرض له سوريا الآن يشبه العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر عام1956 وللمفارقة انهم نفس الأعداء تقريبا ولكن غابت بريطانيا عنهم, وحضرت أمريكا بديل إسرائيل, بينما فرنسا باقية في عدوان56 علي مصر وشريك وحيد لأمريكا في عدوانها المتوقع علي سوريا.2013 المؤتمر الذي حضره أقطاب الحركة الناصرية في مصر والعالم العربي رفض ما قام به الرئيس المعزول مرسي من قطع العلاقات مع سوريا وإعلان الدعم والتأييد لأمريكا والميليشيات المسلحة والقاعدة وفصائل الإرهاب, معتبرا ان الأعمال الإرهابية في سوريا تهدف لاستنزاف الجيش السوري, ولم يكن غريبا ولا مفاجئا ان يطالب المؤتمر الحكومة المصرية بأن تعيد السفير المصري إلي دمشق كعلامة حسن نية من الحكومة المصرية في تعاملها مع الملف السوري, خاصة بعد رحيل نظام الإخوان. وقال الحضور إن أهم علامة علي ثورة30 يونيو واستقلال القرار السياسي المصري اننا هنا لنقف مع الشعب السوري ضد أي اعتداء عليه وهو عكس ما حدث في استاد القاهرة عندما اجتمع مرسي بعصابته الإهابية وأعلن قطع العلاقات مع سوريا إرضاء لأمريكا. ودعا عبدالحكيم عبدالناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي كان حاضرا في المؤتمر وأرسل ورقة مكتوبة للمنصة إلي عمل مسيرة احتجاجية تتجمع في ميدان التحرير عصر اليوم وتتوجه إلي السفارة الأمريكية, وهو نفس توقيت اجتماع الكونجرس الأمريكي التي سيقرر فيه الرأي بخصوص ضرب سوريا, وحضر المؤتمر حمدين صباحي مؤسس حزب التيار الشعبي, ومحمد فائق وزير الإعلام الأسبق وحسن عبدالعظيم رئيس هيئة التنسيق السورية وآخرون وتطرق البعض للحديث عن اتحاد الأحزاب والتيارات الناصرية في حزب واحد وصفقت القاعة لكن تبقي الآمال مجرد آمال حيث سيتم اختبار حديثها في الواقع حيث نجح الناصريون في الحشد ضد العدوان الأمريكي علي سوريا لكن هل ينجحون في ان يتوحدوا جميعا تحت راية واحدة, خاصة ان الساحة خالية تقريبا بعد الفشل الذريع والسريع الذي منيت به تجربة الإسلام السياسي في مصر.