حين غاب دور الأزهر عن حياتنا الدينية اختلت موازين الأشياء واقتحمت الخزعبلات والهواجس العقل المصري ووجدنا اناسا يتحدثون في الدين ويفتون الناس وهم يخطئون في نطق الآيات القرآنية وابسط قواعد اللغة العربية.. حين غاب دور الأزهر اقتحمت وجوه غريبة الساحة الدينية في مصر ووجدنا إسلاما غريبا علينا في مظهره وفكره وثوابته وانتشرت نماذج غريبة علي شاشات الفضائيات ومنابر المساجد.. حين غاب دور الأزهر انتشر في مصر دعاة' المصاطب' الذين حملوا إلينا تراثا غريبا وإسلاما متشددا ابعد ما يكون عن سماحة ديننا العظيم وطبيعة الإنسان المصري المتسامح.. وكانت النتيجة ان وجدنا بيننا اشخاصا يفتون الناس بغير علم ويكتبون في الدين وهم ابعد ما يكونون عن فهمه ودراسته.. ولكي نبدأ إصلاح ما فسد لابد ان يعود للأزهر دوره وهنا اقترح ان تعود جميع مؤسسات مصر الدينية الي إشراف الأزهر.. ان تعود وزارة الأوقاف بمساجدها واوقافها ومشايخها وان تعود دار الإفتاء تحت الإشراف المباشر لهيئة كبار العلماء بالأزهر وان يعود مجمع البحوث الإسلامية كل هذه المؤسسات الدينية تحولت الي جزر تعمل بلا رقيب وتتصرف بلا حساب.. والمنطق يقول ان التنسيق بين عمل هذه المؤسسات هو اول خطوات الإصلاح ان الآلاف من أئمة المساجد يبثون السموم في عقول ابنائنا كل يوم والآلاف من الفتاوي التي يصدرها علماء المصاطب افسدت علي الناس حياتهم ولا احد يعلم ماذا يجري في مجمع البحوث الإسلامية منذ سنوات فكرا وانفاقا ودعوة.. لابد ان يشرف الأزهر علي كل هذه المؤسسات وان يكون هو الجامعة التي يتخرج فيها كل من يتحدث او يفتي في شئون الدين.. هناك عشرات الأسماء التي تحمل لقب مفكر اسلامي او داعية او رجل دين فإذا بحثت عن الدراسة والمصادر والفكر والمرجعية وجدت اشياء كثيرة تثير الحزن والسخرية.. السياسة افسدت رجال الدين والعشوائية افسدت رجال الفكر والإثنان افسدا حياة المصريين.. والحل عندي ان يعود للأزهر دوره ومسئوليته في تنقية المناخ الديني وإعادة الأشياء الي مسارها الصحيح لمزيد من مقالات فاروق جويدة