ليس من شك أن أحدا في مصر لايكره الغالبية العظمي من الاخوان لأنهم مصريون ولا أحد يأخذ موقفا من مصري إلا اذا كان يعاني من خلل في التفكير.. الشيء الثاني والذي يؤكد صدق كلامي أن اليساريين في عهد عبد الناصر قد حكموا لبعض الوقت والرأسمالية قد حكمت في زمن السادات والليبرالية الجديدة, قد حكمت في زمن مبارك.. وكان من حق الاخوان أن يجربوا ذاتهم.. لكن بنفس القدر عليهم أن يعترفوا بفشلهم في ادارة شئون مصر, فقد كانت سنة واحدة حكمنا فيها الإخوان, لكنها كانت سنة الأزمات الي حد أن أحد مديري المعاهد البحثية في المغرب أكد أن الإخوان قد ينفعون في التظاهر أو الاحتجاجات لكنهم لاينفعون في ادارة دولة بحجم مصر.. ومن ثم كان حتما علي الشعب المصري أن يعيش في ظل ازمات في الطاقة والبنزين والسولار والكهرباء والمياه.. ويشعروا لافتقار الإخوان الي لغة الحوار مع الآخر أن العطش قادم لامحالة.. أقول كان صعبا ان يظلوا محلك سر.. وهم يرون أن الإخوان في واد.. وغالبية الشعب المصري في واد آخر.. لذلك خرجوا دون سابق اعداد أو ترتيب في 30 يونيو يرفضون حكم الاخوان الذين كانوا أحري بهم أن يغلبوا المصلحة العامة علي المصلحة الضيقة الشخصية.. لكن هيهات!.. فقاموا بحرق مصر. واشعلوا النيران في دور العبادة الكنايس والمساجد والهيئات والمؤسسات الخدمية بغرض إسقاط هيبة الدولة..! الشيء الذي ينبغي تذكره أن القوات المسلحة ماكان لها أن تهنأ بالعيش وهي تري جموع الشعب المصري في حالة من الاحتقان وعدم الرضا لذلك كان لابد أن تتدخل لتعبر عن ارادة الشعب وهو ماقد حدث بالفعل!! ان القبض علي المحرضين الذين كانوا يغررون ببقية الاخوان وتشجيعهم علي الاعتصام في داخل القاهرة وخارجها. والقيام بمظاهرات حاشدة.. قد ولي هذا الزمان وانتهي.. لماذا؟ لأن الوعي السياسي لدي الشعب المصري.. لايجب الاستهانة به, بمعني أن الشعب الذي قام بثورته المجيدة في 25 يناير 2011 لهو قادر علي التمييز بين الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة وأولئك الفصيل الذي خطف الثورة لتحقيق مآربه الذاتية.. وهو ماحدث في 30 يونيو عندما أكد الشعب أنه مصدر السلطات وأنه صاحب كل شيء في مصر.. وأنه لايفرق بين فصيل وآخر, فالمصالحة يجب أن تكون علي رؤوس العباد.. لكن من تلوثت ايديهم بدماء المصريين الذكية.. لامكان لهم إلا بعد أن يناولوا جزاءهم ويتطهروا من الدنس ويعلنوا التوبة عما اقترفت أيديهم!. الشعب المصري في عمومه يتساءل: من حرق مصر ومن جعل النيران تأكل مجانا مؤسسات خدمية وسيارات مواطنين. وقتل وسفك دم شهداء الواجب في سيناء والمنيا والاسكندرية والقاهرة. ويتساءل الشعب المصري: لماذا كل هذا الدمار.. ولماذا يستعدي البعض منكم الدول الأخري علي مصر.. وكيف تستقوون بالخارج.. ولماذا تنتهكون حرمات مصر: الدم, والنساء والأطفال.. لقد أثبتم بما لايدع مجالا للشك أنكم لستم أمناء علي مصر والمصريين. ثم وهذا هو الأهم لماذا استعديتم القضاء والإعلام وأكثر البعض منكم يعيثون في الأرض فسادا دون أن تسائلوهم وكأن مصر أرض مشاع لهم ولاحفادهم من بعدهم.. لماذا وأنتم الذين تدعون معرفة الله ورسوله. ثم تحرقون الأخضر واليابس وتجعلون مصر وقد كتبتم أوصياء عليها متأرجحين بين أدني الدول وأصغرها شأنا؟ لقد انفض الناس من حولكم أيها الاخوان.. وتركوكم وحدكم معزولين ومنبوذين.. وقد تكونون في حاجة الي مائة عام أخري لكي تنسي الأجيال الحالية ماقمتم به لتخريب مصر؟. لقد نسيتم شيئا مهما وهو أن مصر باقية وأنتم ونحن زائلون.. فلماذا هذا العبث بمستقبل مصر والأجيال التي ستعيش فيها.. لقد خرقتم كل القوانين وكل الأعراف عندما حرقتم كل شيء نالته أياديكم.. وتعمدتم الحمق.. وأنتم تعلمون أن الحماقة أعيت من يداويها!. .. ولابد أن نعترف بأننا نثق تماما في الداخلية المصرية كما نثق أيضا في الجيش الوطني المصري ونري أن مصر أمانة في أعناقنا جميعا.. وأن ماحدث في مصر سواء في 30 يونيو أو26 يوليو هو ثورة بمعني الكلمة.. لكن مايروجه البعض وتنشره بعض الصحف المأجورة لا أساس له من الصحة.. وقد اعترف بهذه الثورة القاصي والداني إلا نفر منكم من المأجورين الذين باعوا مصر لكل مغرض أو كاره أو حاقد.. وأنتم أدري!. وقد غابت نقطة أساسية وهي أن الشرعية التي تتشدقون بها هي أن تبدأ مصر مرحلة العمل والبناء والإنتاج.. فهناك خريطة مستقبل وهناك استحقاقات رئاسية وبرلمانية وانتخابية يجب أن تتحقق فلا شرعية بغير هذا الذي بدأته مصر.. والشيء الذي يغيب عن بالكم أن ألاعيب وأكاذيب البعض والحشود التي تعدون بها وتصرون عليها قد انكشفت أسبابها ولم تعد تنطلي علي عامة الناس.. لقد ثبت للأعمي والأغشي والبصير أنكم لاتريدون من مصر سوي الحكم.. وهذا بعون الله وتعاون شعب مصر لن يتحقق!. لقد كذبتم علي أناس كثيرين.. قلتم فيما قلتم لن ترشحوا لرئاسة الجمهورية أي شخص.. ورشحتم وقلتم أنكم ترسون لدعائم دولة مدنية.. لكن الواقع كان يؤكد أنكم ترسون لدعائم دولة دينية.. وسياسة الأخونة التي كنتم تتبعونها هي خير دليل علي ذلك!. وكان كبيركم يخاطب الأهل والعشيرة.. منكم وينسي أن يتحدث الي الشعب المصري في عمومه.. باختصار: لقد انتحرتم سياسيا برعونة البعض وعدم دراية البعض الآخر.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. لمزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي