باغتت ثلة من اعضاء التنظيم الخاص السري التابع لجماعة الاخوان المسلمين في العام1945 وفي ليلة رأس السنة تحديدا المجتمع المصري بإلقاء قنبلة بدائية الصنع ومتدنية التأثير علي ناد للضباط البريطانيين المستعمرين لمصر حينها, وكانت نتيجة انفجار هذه القنبلة لم يصب احد. وتفاوتت العمليات المسلحة منذ ذلك العام التي يقوم بها التنظيم الخاص وفي نفس المستوي من التأثير الي عام1948 ففي22 فبراير من نفس العام اغتال التنظيم الخاص للجماعة القاضي احمد الخازندار, وتعتبر هذه العملية هي الاولي ذات التأثير الأقوي مقارنة بما سبقها من عمليات. وبعد اغتيال القاضي الخزندار بثلاثة اشهر كانت حرب عام1948 قد انتهت بإعلان قيام دولة اسرائيل في مايو من نفس العام. وفي العمليات العسكرية للجيوش مثل العملية التي نتج عنها قيام دولة اسرائيل, تطبق عادة سياسات لتهيئة محيط العملية قبل تنفيذها, وهنا لو نظرنا للثقل الذي تشكله مصر في المنطقة لوجدنا انها هي الاعلي تأثيرا علي مثل هذه العملية لذلك يجب ان يتم انشاء مثل هذا الذراع فيها. ان المتتبع للعمل المسلح الذي يقوده الذراع السرية لمرشد جماعة الاخوان يري في العمليات المسلحة التي تشن ضد الاعداء المزعومين للجماعة وهم المحتل البريطاني حينها انها اقل بكثير من حيث التأثير المادي والمعنوي مما هي عليه الحال ضد مسئولين حكوميين او مصالح اقتصادية رسمية وخاصة تابعة للدولة المصرية او مواطنين مصريين او غيرهم من العرب بشرا وحجرا! اعتقد انه كان بإمكان عناصر التنظيم الخاص ان يختطفوا او يقتلوا أي عسكري بريطاني في تلك الفترة وبسهولة جدا نظرا لانتشارهم وحركتهم الكثيفة بين معسكراتهم ومدن مصر ودون ان يلفتوا الانتباه إليهم لكنها اجندتهم التي لا تحتوي علي مثل هذا الأمر فما تحتويه الاجندة كتفسير اري انه واقعي جدا هو تزامن اعلان دولة اسرائيل مع اعلان العمل المسلح لجماعة الاخوان لإرسال رسالة للعرب حينها اننا زرعنا في جسدكم ما سيؤثر فيكم سلبا وبأيدي أبنائكم ونستخدمه ضدكم متي شئنا ذلك, لكن العرب كعادتهم امة للشعر والشعراء لا تري إلا بعين العاطفة التي تنجر خلف كل رافع للشعار الديني وتنظر له كقديس لا ينطق عن الهوي. ولا يمكن ان نتجاهل ايضا ماقام به قيادات في تنظيم الاخوان سواء في الداخل المصري او بتفرعاته عربيا ودوليا, من اتخاذ شارة الاصابع الاربع الممدودة لليد وابهامها المعقوف كرمز لما حدث في اشارة رابعة العدوية حين شاءت ارادة المصريين تنظيف بلدهم من هذا التنظيم واعوانه. هذا الرمز الجديد القديم لتنظيم الاخوان ومناصريه ليس الا دلالة يستخدمها الصهاينة في الاشارة لانتصارهم, ويقودنا هذا الي تصريح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل عدة اعوام حين كان تنظيم القاعدة احد الفروع المسلحة لتنظيم الاخوان يضرب بعملياتها الارهابية السعوديين في مناطقهم ويروع الآمنين علي امتداد الجغرافيا السعودية فقال الملك حينها ان تنظيم القاعدة تقف خلفه دوائر صهيونية. الملك عبدالله بن عبدالعزيز لن يتحدث بتخمينات ولن يعتمد الا علي المعلومات بعد توفيق الله سبحانه وتعالي الذي وفق دولته في عهده في مكافحة الارهاب الي ان قضت عليه عملياتيا ومازالت تعمل للقضاء عليه فكريا. ويتفرع تنظيم القاعدة من التنظيم الام الاخوان المسلمون ويستخدمه قادة التنظيم الام كذراع مسلحة لهم ولنا خير نموذج في البيان الاخير الذي اصدرته ما تسمي ب دولة العراق الاسلامية ضد الجيش المصري والتحريض عليه, وهذا النموذج يدل علي صلة رحم الابن بالام ووقوفه معها عند حاجتها اليه. كما ان تنظيم القاعدة يتخذ من مؤلفات سيد قطب دستورا له وينفذ كافة ما ورد فيها, وفي السعودية من يطلق عليهم مشايخ كانوا يؤيدون القاعدة حينها واصطفوا مع تنظيم الاخوان بعد وصوله للحكم في مصر وما زالوا يتخندقون خلف هذا التنظيم. كان مبدأ فرق تسد في ذهنية المستعمر ويعمل علي تحقيقه بطرق شتي ولا زال فأراد من وراء هذه الجماعة ان تكون معول هدم لبلدانها يحركه متي شاءت مصلحته ذلك والدليل ما يحدث الان من مواقف للدول الغربية لا تفسر لها إلا انها فقدت مصلحة عليا لأوطانها وتريد استرجاعها! ان أي مراقب او محلل للشأن السياسي والجانب الامني منه سيجد انه أريد لجماعة الاخوان منذ تأسيسها ان تقوم بأعمال تبرر وجود المستعمر او تبرر تدخله لاحقا ولنا ان ننظر لكل الاعمال التي قامت بها عناصر الجماعة ان بشقها السياسي او المسلح السري وما انبثق عنه من تشكيلات اخري حملت اسماء جديدة وهي امتداد لنفس الفكرة الاخوانية لعرفنا ان كل ما تقوم به الجماعة وما انبثق عنها من جماعات لا يخدم إلا مصالح الدول الطامعة في بلداننا العربية الراغبة في استعادتها لمنظومة الخضوع والذل. اعتقد انه لابد من إبقاء التعاون المصري السعودي الاماراتي وتقوية اواصره لنستطيع ان نضمن امننا ونمو بلداننا بعد ان أثمر هذا التعاون عن اجتثاث تنظيم جثي علي صدورنا مدة طويلة من الزمن. لمزيد من مقالات محمد الملفى