بالطبع الحياة أمل, فإذا فقدنا الأمل فقدنا الحياة, لكن الحياة مزيج من الخير والشر, والعدل والظلم, وهي ليست نصرا دائما وإنما هزائم كثيرة, صدقني الحياة تستعصي علي التبسيط, ولأنها كذلك لابد أن نؤمن بأنه لا يأس مع الحياة, ولا حياة مع اليأس. كل أشكال الحياة كما قال سيجموند فرويد تنتهي بالموت, والحياة كالبصلة كلما قشرت طبقة منها سالت دموعك, ومعظم الناس يبكون طوال حياتهم, فالظلم موجود بوفرة, لكن الشر لا يمكن أن ينجح أبدا علي المدي البعيد, والأمل يجعل للحياة معني, فإذا انتفي الأمل ضاعت كل المعاني. تسألني عن الهدف من الحياة ؟ أقول لك إن هدفها ليس فقط المعرفة بل العمل, والذي وهبنا الحياة كما قال توماس جيفرسون- وهبنا أيضا الحرية, وبدون حرية لا سعادة, كما العدالة تصبح عديمة الجدوي بدون قوة, والقوة بدون عدالة استبداد. ليس مهما طول العمر بل جودة الحياة, ولا أحد يحب الحياة مثل من يتقدم في العمر, لكن الحياة تتأرجح غالبا بين الألم والملل, وتتكون من لحظات رحيل كثيرة, والمأساة هي ما يموت بداخلنا خلال ذلك, وقد علمتنا الحياة أن اليوم الذي يمر لا يعود أبدا, وانه بدون مخاطرة فلا تغيير للأفضل. والقاعدة الأساسية في الحياة ألا تدمن شيئا أكثر من اللازم, ولا تضيق مجال خياراتك, ومن يتأمل بعمق يفهم, ومن يفهم لا يحزن, فأريحوا يا أهل العقول العقول والناس صنفان: موتي في حياتهم, وآخرون ببطن الأرض أحياء. وصدق جون كنيدي: التغيير سنة الحياة, ومن يقصرون نظرهم علي الماضي والحاضر غالبا ما يخسرون المستقبل. فعلا الحياة لغز الألغاز, كانت كذلك وسوف تظل, ولعل من أصعب دروسها أن يتعلم الإنسان كيف يعيشها ويتعايش معها! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود