لم تشهد مصر من قبل حتي في أيام الإحتلال مجزرة وحشية مثل التي شهدتها بلدة كرداسة التي تم إقتحام قسم شرطة مركزها وقتل وذبح13 من أفراد وضباط القسم علي رأسهم المأمور ونائبه والتمثيل بجثتيهما. جريمة تهز بكل لغات العالم ضمير ومشاعر كل إنسان, ومع ذلك خرج علينا رهاف القلوب يرددون حرمة الدم التي إنتهكتها الشرطة عندما إضطرت للرد علي رصاص المعتصمين في رابعة بالرصاص, وكأن حرمة الدم لا تسري إلا علي المعتصمين, أما الشرطة التي استشهد لها أكثر من مائة ضابط وجندي والمواطنين الذين قتلوا بلا ذنب فلا حرمة لدمهم وأموالهم, لأنهم طبقة دنيا مستباحة غير الطبقة العليا التي ينتمي إليها شرفاء الجماعة التي يحق لها أن تقتل وتنهب لأنها تدافع عن الإسلام هو الحل!! حاليا فإن كرداسة بطلة المذبحة الشهيرة أصبح يسيطر عليها الإرهابيون تمهيدا لتحويلها إلي قاعدة جديدة مثل رابعة العدوية يجري عزلها والسيطرة عليها. وحسب الأخبار الواردة أصبحت كرداسة محاصرة بسور من الطوب يمنع الدخول إلا للذين يتأكد المسيطرون من شخصياتهم. وحسب تقرير كتبته بعثة لصحيفة اليوم السابع زارت كرداسة بعد أن تمكنت من الحصول علي موافقة المسئولين الجدد عن الدخول والخروج من البلدة فإنها عادت تكتب أن قانون الغابة هو الذي يحكم المدينة الآن ومن معه السلاح هو الأقوي. والسؤال هل يغلق الأمن عينه عما يحدث ويترك الأمور إلي أن تستفحل وتكبر وتستقدم الذين يتم استئجارهم وينصبون خيامهم وتصبح كرداسة المشهورة بإنتاجها المعروف من السجاد والصناعات اليدوية, بؤرة عدسات العالم ثم بعد ذلك نعود لمثل عملية رابعة من أول السطر ؟ علي الأمن أن يجيب عن السؤال وإن كان عليه معرفة أنه لا أحد يقبل تجربة رابعة مرة أخري!( ملاحظة: بسبب عدم وجود مبان مرتفعة مثل التي في رابعة والنهضة لم تستطع العدسات أن تجد أماكن تسيطر بها عدساتها علي المكان وتسجل منه, ولكن مع إستمرار سيطرة الإرهاب لن يصعب إقامة منصات عاليه تنصب فوقها الكاميرات). لمزيد من مقالات صلاح منتصر