دون شك ان مايحدث في مصر وعالمنا العربي يلقي بظلاله علي الجاليات المسلمة في الغرب, فلا يقتصر الأمر علي استغلال أي حدث يسيء لصورة الدين الحنيف علي انه دين الارهاب وانما نجد ان تداعيات الاسلاموفوبيا التخوف من الاسلام تدفع بعض الشباب الفرنسي إليالاعتداء علي المسلمين, ويمكن وصف هؤلاء الشباب بأنهم ينتمون إلي جيل جديد يشبه نازية هتلر وهم اكثر تشددا من المنتمين لحزب اليمين المتطرف المعروف بالجبهة الوطنية للمعارضة الفرنسية. وقد تجلي ذلك بوضوح فيما فوجئت به الجالية المسلمة يوم عيد الفطر,حيث تربص شاب مجند بالجيش الفرنسي(23 عاما),لارهاب المصلين يوم العيد واطلاق النيران عليهم,لولا ان بعضا من اقاربه ابلغوا السلطات عنه بعد ان انتابهم القلق لدي اكتشافهم وثائق وادوات اثارت شكوكهم كانت بحوزته,واكدت جنوحه نحو التطرف.واشار البلاغ الي انه يحاول الاتصال بالجماعات الشبابية المتطرفة. وجاري التحقيق مع المجند بعد ان أوقف لمدة اربعة ايام في الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية,قبيل ان توجه اليه تهمتا حيازة ذخائر من الفئة الرابعة وهي المتعلقة بعمل ارهابي وتهمة اخري بشان التحقير من مكان للعبادة,وعلي هذا الاساس تم تحويله لنيابة باريس لمكافحة الارهاب.وبالطبع نددت الجالية المسلمة بفرنسا بالخلط المستمر مابين الإسلام والإرهاب,و اكد عبد الله ذكري رئيس مرصد الاسلاموفوبيا بفرنسا ان الاعمال المعادية للاسلام سجلت زيادة بنسبة50% خلال الربع الاول من هذا العام(2013).وبقراءة هذا المشهد السياسي قد يخطئ من يري ان موقف فرنسا سلبي تجاه الارهاب المستتر وراء الدين,اذ من المنطقي ادراك ان فرنسا تسعي بشتي الطرق لمحاربتهم لانهم يؤرقونها علي اراضيها ويهددون رعاياها بالخارج.وبالرغم من موقف فرنسا( الدعوة إلي عقد جلسة لمجلس الامن,اوانعقاد الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات علي مصر) فكلها اجراءات ظاهرية توحي بمساندتهم للجماعات الاسلامية!!.والواقع انهم يجدون من الصراع القائم بمصرفرصة ذهبية تخلصهم من الإسلاميين الراديكاليين وعصاباتهم المسلحة بعيدا عن أراضيها.فمن السذاجة تصور ان فرنسا او غيرها من الدول الغربية تناصر الاسلام اوعالمنا الثالث, فالبرجماتية السياسية-او النفعية-هي مذهب اسياد العالم, مهما تكن مواقفهم المعلنة بالتنديد او التهديد لمصر وجيشها في التصدي للعناصر المسلحة التي تهدد امن وطننا الغالي. وواهم ايضا من يتخيل ان فرنسا او غيرها من الدول الغربية لديها القدرة علي التدخل العسكري في مصر لان لديها ما يكفيها من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية علي المستوي الداخلي ولحسابات اخري!!. ومن المفارقات ان تحلل فرنسا تدخلها العسكري في مالي لمحاربة نفس الارهاب للجماعات الاسلامية المتشددة.ولا تزال قوات فرنسا عاجزة عن الانسحاب التام من مالي..الواقع ان مايحدث في الغرب من هلع واختلاط للمفاهيم حول الاسلام وفريضة الجهاد التي يستخدمها الارهابيون في تبرير أعمالهم الدموية يصيب بعض الفرنسيين بالتوجس من انتشار الاسلام علي أراضيهم ممايزيد عدد المناهضين للاسلام يوما تلو الاخر ويجعل بعض الشباب من حالقي الرأس مثلا يتبنون عمليات معادية ضد المساجد بداية من الرسومات للصلبان المعقوفة أو الحرق والتخريب, مرورا بوضع رءوس للخنازير امام الجوامع, وصولا للحادث الاخير المفترض منه اراقة دماء المسلمين يوم عيد الفطر لولا توقيف الجاني.ومن المؤكد ان تزايد هذه الاعتداءات علي المسلمين يدعونا للنظر والتحليل بصورة أعمق خاصة لو استرجعنا ما كان يحدث في المانيا في فترة التسعينيات تجاه الجالية المسلمة من الاتراك كونهم الأكثر وجودا هناك,حيث اعتاد بعض الشباب من النازيين الجدد اضطهاد المهاجرين الاتراك وحرق منازلهم وقتلهم حينئذ ولم يتحدث احد عن هذا الوضع سوي بالتنديد والادانة!!. والمؤكد ان هذه الشواهد تدق ناقوس الخطر ازاء تنامي مشاعر الكراهية وانتشار نوع من النازية المعادية للمسلمين في الغرب. وتغذي هذه المشاعر الصور التي تبثها وسائل الاعلام الفرنسية والعربية وتصور العناصر المسلحة التي تهدد وتروع المواطنين وتقتل وتنكل تارة او ماتناقلته وسائل الإعلام الفرنسي من تهديدات صدرت من بعض قيادات الإخوان تحرض علي اراقة الدماء وتحليل الاقتتال بين أبناء الوطن من اجل السلطة.ويجب ألانغفل دور الاعلام الصهيوني الذي يحاول تحقيق مخططاتهم ببث السموم لتصوير ان مايحدث في مصر فتنة طائفية مرة,او نقل مغالطات تشير ان هناك حالة ابادة للاسلامين مرة اخري.وعلي سبيل المثال-لاالحصر-خرج ابناء مصر بالمئات في مظاهرة حاشدة امام وزارة الخارجية الفرنسية-الاحد الماضي-للتنديد بتدخلها في شئون مصر,وكان المتظاهرون من المسلمين والمسيحيين,الا ان هذه القنوات الصهيونية( امثالBFM) نقلت هذا الحشد علي انه مظاهرة لاتباع المعزول.. وقد روعت هذه التظاهرة الخارجية الفرنسية وجعلت وزيرها لوران فابيوس يرفض التعليق عليها في المؤتمر الصحفي المشترك له مع نظيره القطري الذي تواكب في نفس يوم المظاهرة,ونشير ايضا إلي انه لم يسمح لمندوبة الاهرام,ولا لوكالة انباء الشرق الاوسط حق السؤال, الأمر الذي اصابنا بالمرارة الشديدة, ذلك لان المؤتمر لم يكن به اعداد كبيرة تعوق اعطائنا الفرصة!!؟.لذلك نتعجب علي حرية الغرب التي تكيل بمكيالين.