المعانقة والتقبيل هذه العادة السيئة التي انتشرت بين الرجال في بر مصر في العقود الأخيرة ما هي إلا نتاج جهلنا بأمور ديننا ودنيانا علي حد سواء فقد يقابلك شخص ما في اليوم الواحد أكثر من عشر مرات. ويصر علي معانقتك وتقبيلك في كل مرة ويا ويلك لو ابتعدت عنه قليلا لتتجنب هذه القبلة فأنت تجافيه ويبدأ في السؤال والعتاب وتحاول أن تنقل له أن كل ما في الأمر ان وجهك مليء بحبات العرق والجروح غير المرئية من اثر الحلاقة وكذلك وجهه وان هذه البيئة هي الأكثر ملاءمة لنقل ما نعرف وما لا نعرف من الأمراض الفيروسية والبكتيرية وان عليه أن يعلم أن نسبة الالتهاب الكبدي الفيروسي( سي) تعدت خمسة عشر بالمائة بين جموع المصريين ولكن هيهات ان يقتنع أو غيره فتنتقل معه إلي الأهم وهو رأي الدين. فقد قال رجل للنبي صلي الله عليه وسلم: وذلك لما رواه الترمذي وحسنه:( يا رسول الله, الرجل منا يلقي أخاه اينحني له؟ قال: لا, قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا, قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم) وكان هذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:( كان أصحاب رسول الله صلي الله واله وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا) رواه الطبراني وهذه هي احدي الحالات الاستثنائية التي يباح فيها التقبيل اما عند الانصراف فالمصافحة مستحبة ولكن ليست كما عند الملاقاة فالأحاديث التي وردت في المصافحة عند اللقاء كثيرة وشهيرة اما عند المفارقة فقليلة وعزيزة جدا كما ذكر الشيخ الألباني عليه رحمة الله. د.أنس عبدالرحمن الذهبي