تعد كبائن المنتزه واحدة من أهم المناطق السياحية في الأسكندرية وعلي شاطيء البحر المتوسط باعتبارها تمثل اجمل المواقع التي يمكن ان يستمتع بها المواطنون والسياح كما أنها علي مدار التاريخ كانت تعد رمزا للسلطة ومكانا لتجمع أصحاب الجاه والسلطان وحدائق المنتزه تمثل للشعب العربي الكثير وتحمل ذكريات عديدة فهي لم تكن من الأماكن المسموح بدخولها لعامة الشعب والمواطنين البسطاء لكن الثورة في25 جاءت لتفتح ابواب هذه الحدائق وشواطئها للجميع باستثناء منطقة القصر الرئاسي وهو قصر المنتزه وهي منطقة مقصورة علي رئاسة الجمهورية. أما الكبائن فقد اصبحت تابعة لاحدي شركات وزارة السياحة وبالتحديد شركة المنتزه حيث تم تأجير الكبائن وقتها للمواطنين وقيل ان اصحاب الحظوة والشخصيات الكبري حصلوا عليها وظل الأمر في تصور الكثيرين ان كبائن المنتزه مملوكة لرجال الشرطة والقوات المسلحة وكبار رجال الدولة حتي بدأت فترة السبعينيات التي شهدت طلبات احاطة واستجوابات حول الكبائن مما دفع اعدادا كبيرة من ملاكها للتنازل عنها وتنتقل الملكية لآخرين لتشهد الكبائن تحولا جديدا بدخول رجال اعمال وبعض اعضاء مجلس الشعب والوزراء للحصول علي الكبائن من خلال قواعد تم وضعها بشكل اتاح لمن يستطيع من أي فئة ان يصبح من ملاك الكبائن وان ظلت للقادرين باعتبار ان المنطقة سياحية من الطراز الأول وتمثل واحدة من اجمل بقاع البحر المتوسط والحفاظ عليها واجب, وفجأة ومنذ عدة شهور صدر قرار اداري ينهي عقود ايجار جميع الكبائن ويعيد توزيعها من جديد بدعوة ان من حصلوا عليها استولوا علي الكبائن بدون وجه حق وعلي الفور اقام ملاك الكبائن دعوي قضائية رفعها احد الملاك وهو المحامي المعروف وعضو مجلس الشعب السابق آمر أبو هيف الذي استهل حديثه بأمر عظيم بقوله ان كبائن المنتزه كانت تمثل للبعض رمزا للسلطة باعتبار ان المستأجرين والملاك من اصحاب الحظوة والسلطان هكذا التصور وقد ترسخت هذه العقيدة لدي الاخوان واصبحوا يرون انه لابد من احلال بعد احلال وتوزيع هذه الكبائن علي انفسهم باعتبارهم السلطة وقتها مع ان عقود الإيجار الموجودة تخضع لأحكام القانون الخاص ولا يجوز الاعتداء عليها كما ان شركة المنتزه وافقت علي تجديد العقود بنفس الشروط بل وافقت علي توريث عقد الإيجار لورثة المستأجر الأصلي وكذلك سمحت للمستأجر بالتنازل عن عقد الايجار للغير بموافقة الشركة وكل ذلك يشير إلي أن هناك عقود ايجار تخضع للقانون الخاص وقانون ايجار المساكن بما يمنع الوزير المسئول من اتخاذ أي قرار إداري يمس هذه العقود فكيف يتم الاعتداء علي الكبائن والمستأجرين بهذا الشكل الذي يعبر الي اي حد وصل التعسف للسلطة والاستبداد ومحاولة الاستحواذ علي ملكية الافراد, في المقابل يري اللواء ايهاب فاروق رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق بالاسكندرية واحد خبراء السياحة ان ما يحدث عبث لان هذه اماكن لها خصوصية والمنتزه تعد من أرقي واجمل الاماكن السياحية وعندما نقول اننا نريد فتحها للعامة فهي كلمة حق يراد بها باطل لان هناك اماكن معروفة انها للسياحة والصفوة وكبار الشخصيات للحفاظ عليها واعطي مثالا علي ذلك والكلام مازال للمحامي ابو هيف هي فنادق الخمسة نجوم مفتوحة للعامة أم لها قواعد ويدخلها القادرون, كذلك هناك اندية تجاوزت عضويتها051 الف جنيه فهل هي اندية للعامة؟! لقد حاول البعض ايهام الشعب انه يسعي لمصلحته بينما الهدف استبدال مجموعات أخري تابعة للسلطة القائمة بمجموعات حالية ثم ان جميع المستأجرين هناك يخضعون لسلطة القانون فما هو الداعي للتحول نحو مجموعات أصبح لها مركز قانوني, ويحذر ممدوح عبدالجليل أحد خبراء السياحة من محاولات المساس بمستأجري وملاك كبائن المنتزه لان ذلك يخلق نوعا من عدم الثقة لدي رجال الاعمال والمستثمرين في مصر ويضر بسمعة السياحة في بلادنا وعلينا ان ندرك ان مشكلات مصر لن تحل بانهاء عقود ايجار مستأجري كبائن المنتزه واحلال بدلاء لهم لذا اذا كان هناك رغبة في اي تعديل أو تغيير فذلك بوضع اسس وشروط مستقبلية وليست بأثر رجعي, ويفجر محمد برير الناشط السياسي والحقوقي بالاسكندرية مفاجأة بقوله ان جماعة الاخوان التي تحدثت عن السياحة هي نفسها التي قامت بتعيين محافظ ينتمي للجماعة التي قتلت عشرات السياح في الاقصر ولا اظن ان الاخوان يهتمون بالسياحة ولا حقوق الشعب دائما الهدف الاساسي الاستيلاء عليها وتوزيع الكبائن علي الاهل والعشيرة, يبقي ان نقول ان الصراع المشتعل علي كبائن المنتزه كشف بوضوح الي اي حد وصل الامر بجماعة الاخوان في محاولة الدخول لأي موقع أو مكان والاستيلاء عليه مثل كبائن شاطئ المنتزه التي كانت هدفا اساسيا لاعضاء الجماعة للاستيلاء عليها وتحقيق مكاسب شخصية ليست لها علاقة بمصالح المواطنين السكندريين الذين ابدوا دهشتهم من جماعة تفتح ملفا لايمثل اهمية قصوي مثل النظافة أو المياه والكهرباء وطوابير العيش والبنزين حيث تفرغ اعضاء الجماعة لقضية الكبائن وتركوا كل المشكلات والازمات الاخري, المثير انه رغم رحيل نظام الاخوان المستبد فإن الصراع مستمر علي كبائن المنتزه الشهيرة ولا احد يعرف هل سيظل هذا الصراع ام سينتهي أم ربما يدخل طرف ثالث في الصراع علي اجمل اماكن البحر المتوسط الذي اصبح حديث الثغر حاليا.