تعود الي القاهرة صباح اليوم بعثة فريق الزمالك قادمة من جنوب افريقيا بعد خسارته الثقيلة وغير المتوقعة امام اورلاندو بايراتس باربعة أهداف مقابل هدف واحد.. في الجولة الثالثة من المجموعة الاولي لدوري المجموعات لدور الثمانية لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم. وقد عاشت البعثة ليلة حزينة مشوبة بالاحباط بعد الخسارة الكبيرة التي لم يتوقعها اكثر المتشائمين في ظل الحديث المتواصل من الجهاز الفني بانه درس المنافس جيدا.. وانه يعرف كل كبيرة وصغيرة في صفوفه خاصة بعد فوزه في الجولة السابقة علي الاهلي بثلاثة أهداف للاشيء.. وان كان الملعب قال عكس ذلك وتفوق القراصنة بقيادة مدربهم الشاب روجر دا سا علي الفارس الابيض.. ونجحوا في استغلال الاخطاء الفنية والدفاعية للفريق لتحقيق فوز تاريخي علي حامل اللقب خمس مرات. وقد كانت هناك مؤشرات قبل انطلاق اللقاء بان الزمالك في طريقه لخسارة المباراة قبل أن تبدأ.. فقد تأخر اعلان المدير الفني حلمي طولان للتشكيل بصورة ملحوظة.. وبمجرد الكشف عن الاسماء المقررة مشاركتها حدث نوع من التذمر الداخلي بين اللاعبين المستبعدين وفي المقدمة الحارس عبد الواحد السيد الذي ترك غرفة خلع الملابس ووقف وحيدا داخل الملعب وظهرت عليه علامات الاستياء.. ولكنه لم يفصح عن شيء.. ونفس الشيء بالنسبة لاحمد حسن الذي بدا عليه الضيق ولكنه بخبرته الطويلةحرص علي التماسك وعدم الكشف عما يدور بداخله.. كما اثار البدء بشيكابالا علي حساب محمد ابراهيم الكثير من علامات الاستفهام لاسيما ان الاخير كان اساسيا في المباريات الاخيرة وتألق بشكل ملحوظ بينما لم يقدم شيكابالا ما يشفع له ليقود الفريق من البداية.. خاصة في ظل ابتعاده فترة طويلة عن الملاعب. لم تتوقف الامور عند هذا الحد بل ان الفريق تأخر في القيام بعملية الاحماء المقررة قبل المباراة.. وكانت هناك علي ما يبدو مفاوضات ومناقشات داخل غرفة خلع الملابس.. لدرجة ان المراقب طلب منهم الاسراع بدخول الملعب للقيام بالاحماء.. كما ان المدير الفني رفض القيام باي مقابلات تيلفزيوينة طبقا لما هو متفق عليه مع الشركة الراعية.. واكتفي بحضور المدرب العام اسامة نبيه فيها. انعكست هذه الاجواء علي اللاعبين بشكل واضح داخل الملعب وان كان عبد الواحد حاول من خارج الخطوط شحذ همة جنش الذي بدا متوترا وعصبيا في كل كرة تصل اليه.. كما لم يفطن الجهاز الي استغلال المنافس لجبهة محمد عبد الشافي الذي قدم اسوأ مباراة له منذ انتقاله للقلعة البيضاء طبقا لرواية الجهاز الفني, ولم يتدخل من بعيد أو قريب لسد هذه الثغرة الواضحة علي مدار الشوطين.. كما لم تسفر تغييراته عن اي جديد في ظل غياب الرؤية الفنية الصحيحة للمباراة. وقد جاءت تبريرات الجهاز الفني خلال المؤتمر الصحفي علي لسان نبيه بان الظروف السياسية والاجواء التي تمر بها مصر ساهمت في تشتيت تركيز اللاعبين, وان الغيابات الكثيرة التي يعاني منها الفريق سواء بالايقافات او الاصابات مثل احمد جعفر المهاجم الوحيد الموجود بعد رحيل عبد الله سيسيه.. لعبت دورا هي الاخري في خلط الاوراق لصالح المنافس. واضاف المدرب العام ان التغييرات التي اجراها الجهاز كانت محاولة لتنشيط الناحية الهجومية وادراك التعادل.. ولكن الاندفاع منح المنافس الفرصة لاستغلال الثغرات وزيادة حصته من الاهداف.. وقال أن مباراة العودة ستكون أفضل من كل الجوانب.. سواء من ناحية عودة الاستقرار الي مصر.. او استعادة بعض العناصر الغائبة عن الصفوف مشيرا الي احترامه وتقديره لفريق بايراتس وان الامل في الصعود لا يزال قائما خاصة ان المباريات الثلاث المقبلة علي ملعبه. وحول غياب عبد الواحد والدفع بجنش في هذه المباراة الهامة والحساسة قال نبيه ان الجميع يدرك ان عبد الواحد لديه مشكلة مع النادي.. وان الجهاز في طريقه لحلها حتي يستعيد مكانه مرة اخري في التشكيل.. واضاف ان ذلك لا يقلل من مستوي جنش الذي قام بواجبه خلال المباراة مشيرا الي أن الاهداف جاءت بشكل كبير بسبب الاخطاء الدفاعية. في نفس الوقت لم ينكر المدير الفني لبايراتس انه يعيش حلما جميلا.. فقد فاز علي الاهلي والزمالك وبفارق كبير وهما صاجبا الرقم القياسي في حصد البطولة الافريقية.. وقال سا وعلامات الفرحة بادية علي وجهه ان فريقه استغل الاخطاء التي ارتكبها منافسه وإن كان ذلك لا يقلل من المحهود الذي بذله لاعبوه ولكنهم يحتاجون الي التعلم واكتساب المزيد من الخبرة. واضاف أن تخطيه عقبتي الاهلي والزمالك لا يعني ان كرة جنوب افريقيا باتت قريبة من نظيرتها المصرية.. بل لا يزال الفارق كبير لصالح الاخيرة مشيرا الي أن أن الاولاد لا يزال امامهم مشوار كبير حتي يلحقوا بها.. واضاف ان مشوار البطولة لا يزال طويلا وانه حتي الان لم يضمن شيئا يتعلق بالصعود الي المربع الذهبي فانه يعتقد ان الوصول الي النقطة العاشرة ربما يمنحه الثقة في حجز بطاقة التأهل.. وقال ان المصريين اعتادوا دائما علي القيام باشياء مذهلة لاسيما لو اقيمت المباراة علي استاد القاهرة الرهيب.. وان فوز الاهلي علي ليوبارد بملعبه ووسط جماهيره خير دليل علي ذلك.. كما انه جعل المجموعة تزداد اشتعالا.