تواصل اليوم البنوك المصرية تقديم خدماتها كالمعتاد لجماهير العملاء بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد. وأعطي البنك المركزي لقيادات البنوك المرونة الكاملة في تقدير الموقف والغلق عند حدوث أي خطر, وفوضت قيادات البنوك مديري المناطق والفروع في إتخاذ اللازم للتعامل الفوري مع التطور في الأحداث بالمنطقة الموجود بها الفرع. وفي إطار التعرف علي الخطة المستقبلية للبنوك في كيفية تقديم خدماتها خلال الفترة المقبلة أكد محمد بركات رئيس بنك مصر ورئيس إتحاد المصارف العربية أن البنوك ستستمر في أداء عملها وفتح الفروع للمواطنين حتي لا تتعطل مصالح الناس, وأن التنسيق مستمر ولحظي مع البنك المركزي الذي سيقرر بناء علي التطورات علي أرض الواقع إمكانية أن تغلق البنوك أبوابها أو تفتحها. وأضاف بأن البنك المركزي منح البنوك المرونة الكاملة في تقدير الموقف بالنسبة لغلق أي فرع يتعرض لمشاكل وقد قام بنك مصر بغلق فوري يوم الأربعاء الماضي لنحو ثمانية فروع في المحافظات ومدينة نصر وأماكن الاحداث لحماية الفروع والموظفين والعملاء. ومن ناحيته أكد هشام عكاشة رئيس البنك الأهلي وعضو مجلس إدارة إتحاد بنوك مصر أن إدارة البنك إتخذت بالفعل عدة إجراءات مهمة أولها تجهيز حسابات الإلتزامات الخارجية وأهمها الإعتمادات المستندية الخاصة بالواردات بحيث يتم تغذية الحسابات بشكل مبكر عن المطالبة حتي لا نتأخر في أي إلتزام, كما تم إتخاذ التدابير اللازمة للإستمرار في الوفاء بالتزاماتنا قبل موعدها قبل المراسلين. الأمر الثاني تفعيل خطط الطوارئ والإستعداد بخريطة شاملة للفروع البديلة التي يمكن العمل بها في حال غلق أي فرع, الأمر الثالث تعزيز تأمين الفروع والسرعة في إتخاذ القرار في لحظات عند حدوث أي طارئ. وأضاف بأنه تم بالفعل يوم الأربعاء الماضي غلق28 فرعا بمناطق المهندسين والدقي والجيزة ومصر الجديدة والأسكندرية ومدينة نصر وبعض الفروع في المنيا وشمال سيناء. وتم تعزيز معظم ماكينات الصرف الآلي التي تمكنا من الوصول إليها خلال الأحداث مع إمكانية سحب العميل من أي ماكينة تابعة لأي بنك أخر تكون قريبة منه. وأضاف بأنه تم تفعيل خدمة' الفون كاش' في توقيت مثالي حيث يمكن للعملاء الصرف والتحويل والبيع والشراء باستخدام التليفون المحمول. ويشدد محمود منتصر نائب رئيس البنك الأهلي علي أهمية تعاون جمهور العملاء مع البنوك حيث يمكن للعميل الصرف من أي فرع بديل في حالة وجود فرع مغلق, وعليه الإتصال بالخط الساخن للتعرف علي أقرب فرع لمسكنه في حالة غلق فرعه القريب منه, وأكد أن الخزائن مؤمنة بالكامل, كما أنها موجودة بأماكن سرية والنقدية في كل فرع علي قدر التعامل اليومي, وتم تحديد مواقع بديلة للعمل لكل فرع, ومعدلات السحب يوم الأربعاء كانت طبيعية وهادئة. وفي بنك القاهرة تم تفعيل خطة الطوارئ ثلاث مرات خلال الشهر الماضي نتيجة للأحداث, ويقول منير الزاهد رئيس بنك القاهرة, ان البنوك تعرضت لهذا الموقف مرات عدة خلال العامين ونصف الماضيين, واكتسبت خبرة واستعدادا بخلاف25 يناير, كما أن قوات الشرطة والجيش بكامل استعدادها, والوضع اليوم مختلف عن بداية الثورة, ومن هنا فإمكانية فتح البنوك لأبوابها للجمهور أكبر خاصة وأن محافظ البنك المركزي يرغب في تسيير الأمور بشكل طبيعي, ولكن بالتأكيد سيصدر البنك المركزي قراره الملائم وفق التطورات علي الأرض, ومن ناحية البنوك هناك إستعداد كاف, كما أن ماكينات الصرف الآلي بديل ملائم. وقال إنه تم خلال الأربعاء الماضي غلق فروع وسط البلد في عدلي والألفي وثروت, وتم تفويض مديري الفروع لإتخاذ اللازم وفق أي تطور في الأحداث بمناطقهم. وأشار إلي التواصل بين البنك المركزي وإدارة مخاطر العمليات والإدارة الأمنية وإدارات البنوك بشكل شبه لحظي. محمد عشماوي رئيس المصرف المتحد أصدر تعليماته لمدير فرع الأزاريطة بالاسكندرية بالغلق يوم الأربعاء الماضي, وأكد أن هناك فروعا تبادلية لكل فرع, وأن العملاء تعرفوا علي أماكن الفروع البديلة واعتادوا التعامل مع ماكينات الصرف الآلي. وتطرق عشماوي لموضوع أهم من تأمين العمل بالبنوك إلي مناشدة الحكومة للبدء في عملية التحفيز الإقتصادي, وأن تقوم المجموعة الإقتصادية بدورها المطلوب, وترك المسألة الامنية للأجهزة المختصة. وطالب بسرعة سداد المتأخرات علي الحكومة للمؤسسات حتي لا تتعرض للتعثر وبالتالي تعود هذه المشكلة مرة أخري, وطالب أيضا بسرعة تفعيل معاش البطالة لحل مشكلة المواطنين. وأضاف بأن الإنجاز والعمل الجاد وحده هو القادر علي تحدي الظروف الصعبة وتخليص البلاد من المخاطر المحتملة, وتأمين الإقتصاد حتي تستمر الدولة قوية وقادرة علي مواجهة التحديات.