حتي اليوم لم يتأكد من حرق القاهرة يوم السبت26 يناير1952, أما اليوم فليس هناك من لم ير الإخوان الإرهابيين غير المسلمين وهم يحرقون مصر ويحرقون أنفسهم أيضا. وبالمقارنة فقد كانت حرائق عام52 حرائق وطنية بالمقارنة بحرائق اليوم. فبينما امتدت أعمال التخريب التي قام بها إرهاب الإخوان إلي مختلف المحافظات المصرية, فقد تركزت حرائق52 في القاهرة وبالتحديد في المنطقة التي تقع بين ميدان الأوبرا وشوارع طلعت حرب وشريف, وقد التهمت أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر في ذلك الوقت, وكانت معظمها مملوكة لكبار اليهود إلي جانب عدد من دور السينما والمقاهي والبارات والكازينوهات. غير ذلك لم تمتد يد عام52 لتحرق أو تدمر أو تخرب دارا للعبادة سواء لمسلم أو مسيحي أو قسما للشرطة أو أي ملكية عامة أو متحفا أو مكتبة أو منشأة حكومية أو سيارة شرطة أو أتوبيسا أو غير ذلك مما شاهدناه في حرائق الكراهية والانتقام التي ارتكبها الإخوان ومثلوا فيها بالقتلي وأحرقوا فيها الجثث وقلبوا السيارات بركابها من فوق الكباري وبتروا فيها أصابع الأطفال. لم يقصد المتظاهرون في يناير52 منزلا خاصا يحرقونه وينهبون محتوياته كما فعلوا قبل أيام عندما أضافوا إلي سجلهم الأسود حرق منزل بسيط في قرية اسمها برقاش تعود أن يذهب إليها الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل ليقرأ الكتب التي تضم آخر إنتاج دور النشر وترد إليه من كل الدنيا, وقد تصوروا المبني قصرا مليئا بالتحف ولما فوجئوا ببساطته سرقوا لمبات الإضاءة فيه وأحرقوا آلاف الكتب التي تملأ أرففه. في حريق القاهرة لم تمتد يد التدمير والتخريب كما حدث في حرائق مصر علي يد الإخوان إلي المباني والخدمات والمتاحف والمباني التاريخية وكأنهم يحرقون ويدمرون في دولة أخري.. لا يعرفون أنهم أول من سيحرمون من منافعها, ويدفعون مع أولادهم تكاليفها, وأهم من ذلك أنهم يحرقون أنفسهم ومستقبلهم! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر