مبانٍ أثرية ومتاحف تراثية طالتها يد جماعة الإخوان المسلمين بالتشويه فى الفترة الأخيرة، كان آخرها ما تعرضت له مكتبة الإسكندرية من عمليات تخريب، رداً على فض اعتصام «الإخوان» الذى خلق ردود فعل رافضة من قبَل الشعب والنخب السياسية. مكتبة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، تضم بين جنباتها 700 ألف كتاب، ومخطوطة، وطالتها يد التخريب أكثر من مرة، فيذكر التاريخ حريق مكتبة الإسكندرية، لكنه لم يحدد المتهم، فالبعض أكد أن الحريق نفذه «يوليوس قيصر»، بعد أن أمر بحرق سفن «بطليموس الثانى»، حيث امتدت نيران الحريق إلى المكتبة. روايات مختلفة لحريق المكتبة قديماً، لكن محاولة إحراق المكتبة فى 14 أغسطس 2013 له رواية واحدة، بحسب كلام الدكتور خالد العزب، أستاذ التاريخ الحديث بمكتبة الإسكندرية، الذى أكد أن محاولة اقتحام المكتبة واحتلالها من جانب «الإخوان»، كانت بهدف تدويل القضية، ولم تكن عشوائية: «أعضاء الإخوان كانوا عارفين بيعملوا إيه، هيوصلوا للأماكن الرئيسية فى المكتبة، لذا توجهوا فى البداية إلى قاعة المؤتمرات، أكثر ما كنت أخشاه أن ينتهى بها الحال إلى سيرتها الأولى، وأن يكون فناؤها على يد الإخوان». الأذى الذى سلمت منه مكتبة الإسكندرية طال غيرها من متاحف أثرية، ومبانٍ تراثية، الأمر الذى دفع «الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار» إلى التدخل بنشر رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعى مفادها: «لو فى منطقتك آثار، عينك عليها، لو شفت انتهاكات أو حاجة غير مألوفة يا ريت تحاول تمنعها أنت وأهل منطقتك.. وبلغنا بيها». الدور الذى لعبته وزارة الآثار لحماية الآثار خلال الأحداث الجارية اقتصر على إغلاق منطقة الأهرامات، والمتحف المصرى، لكن الوزارة لم تكترث لبقية الكوارث، التى طالت الآثار على مستوى الجمهورية، جرّاء الحرق والنهب الممنهج ضدها، ففى الأقصر تعرضت ساحة «أبوحجاج» خلف معبد الأقصر لحريق، وانطلقت أصوات الرصاص فى المنطقة، أما «دلجا» فقد شهدت احتراق كنيسة السيدة العذراء، التى ترجع إلى القرن الرابع الميلادى، كما تعرض «متحف ملوى» بالمنيا إلى عمليات سلب ونهب. مونيكا حنا، أستاذة الآثار، ومن القائمين على الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار، أكدت أن الشرطة انسحبت من أمام متحف «ميت رهينة» فى الجيزة، ومن أمام العديد من المتاحف، وأن دورهم تلخص فى استقبال المكالمات، وإبلاغ السلطات، ومناشدة الناس القريبين من المكان لاتخاذ اللازم، وتكوين لجان شعبية تحمى المتاحف.