انسابت موسيقى عمر خيرت الجميلة لمسامعى فاورثتنى شعورا عارما بالهدوء والسعادة .... تطلعت للجالسين حولى بالمسرح الكبير بقاعة المؤتمرات بمكتبة الاسكندرية فوجدتهم فى نفس الحالة من التحليق فى سماء الفن والجمال ... ما بين الموسيقى والمكان .... لا اعرف ايهما اروع .... رجعت بذاكرتى حوالى اثنى عشر عاما مضت ... حيث زرت هذا المكان وهو مازال تحت الانشاء ... اتيحت لى الفرصة من خلال احد استشاريى المكتبة والذى استجاب لطلبى لزيارة هذا المكان الذى كانت الدعايا آنذاك لانشائه كبيرة ... قبل ان اذهب كانت تملؤنى خيالات كثيرة تحمل صورة المكتبة القديمة التى تمللأ الموسوعات ... وصور العلماء والنبهاء بها يقرءون ويبدعون ويملؤون الدنيا علما ونورا وثقافة ....ذهبت لها وارتديت خوذة الامان حيث كان هذا شرط طاقم مسئولى الامان بالموقع لدخولى ودخلت وتجولت وكم كانت جولة راااائعة تمنيت فى لحظتها ان احظى برحلتين عبر اله زمن تخيلية ... واحدة تعيدنى لقرون مضت حيث المكتبة قبل ان تحرق .... لاشم عبق الابداع وارتوى بنور العلم ما استطيع ... ورحلة اخرى تسبق بى الزمن لارى المكتبة بعد ان تكتمل وارى تلك الجدران التى مازالت اسمنتية .. اراها تمتلئ بامهات الكتب والابحاث والعلوم .... دار كل هذا بخلدى وانا اجلس بالمسرح استمع لموسيقى عمر خيرت الجميلة التى انهاها بتكرار مقطوعة (( فيها حاجة حلوة )) فخرجنا جميعا من المسرح والمقطوعة مازالت تدور بأذهاننا وتتكرر وتتكرر ... انها حقا .. (( فيها حاجة حلوة )) مكتبة الاسكندرية ....تمتلئ مدينتى الحبيبة بالكثير من الاثار اليونانية والرومانية الجميلة وتمتلئ بقصور العائلة المالكة السابقة ... تشعر وانت تتجول فى مدينتى كانك تتجول فى متحف مفتوح .... لهذا يمتلئ الوجدان بالحزن حين تمر على هذا المكان وتقول هنا كانت مكتبة الاسكندرية قبل ان تحرق .... تلك كانت مشاعرى قبل ان نستعيد الحلم باعادة احياء تلك الفكرة وذاك الحلم الكبير فمنذ ان عادت لنا مكتبة الاسكندرية وصارت من وقتها قبلة لقاطنى المدينة وحتى زائريها الذين صرت منهم بعد معيشتى خارجها الا اننى وغيرى دائما ما ناتى لها لننهل من هذا النبع الثقافى الرائع ... دائما ما اذهب او حتى امر لأرى مهرجانا للفرحة فى المكتبة وفى ساحتها الخارجية التى تعد مكانا للمهرجانات فعليا كل صيف حيث تقام مهرجانات لفرق فنية راقية يحضرها متذوقى الفنون ليستمتعوا بالهواء الطلق والموسيقى الرائعة ..... لنلق نظرة على تاريخ المكتبة القديمة العريقة التى لطالما كانت منارة للعلم والابداع يملأ الدنيا جميعا ترجع شهرة مكتبة الإسكندرية القديمة (ببلتيكا دي لي اكسندرينا ) لأنها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم وليس لأنها أول مكتبات العالم فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند القدماء المصريين ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط والبطالمة أنفسهم الذين أسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع عظمتها أيضا لأنها حوت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمي والإلتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب فهي نموذج لالعولمةالثقافية القديمة التي أنتجت الحضارة الهلينستية حيث تزاوجت الفرعونيةو الهلينية وترجع عظمتها أيضا من عظمة القائمين عليها حيث فرض على كل عالم يدرس بها أن يدع بها نسخة من مؤلفاته ولإنها أيضا كانت في معقل العلم ومعقل البردي وأدوات الكتابة مصر حيث جمع بها ماكان في مكتبات المعابد المصرية وما حوت من علم أون وأخيرا وليس آخر تحرر علمائها من تابو السياسة والدين والجنس والعرق والتفرقة فالعلم فيها كان من أجل البشرية فالعالم الزائر لها أوالدارس بها لا يسأل إلا عن علمه لاعن دينه ولاقوميته
كانت مكتبة الإسكندرية الملَكية أول مكتبة عرفت في التاريخ وظلت أكبر مكتبات عصرها, أنشأت مكتبة الاسكندرية على يد خلفاء الاسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والتى وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو . أمر بطليموس الأول بإنشائها 330 قبل الميلاد وتم الانفاق عليها ببذخ في عهد بطليموس الثاني حيث قام بتوسعتها وإضافة ملحقات لها ، إحتوت المكتبة علي عدد هائل من الكتب والمخطوطات بلغ ال 700,000مجلد وفي عام48 ق.م قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة علي شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا بعدما شعر أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلي مكتبة الإسكندرية فاحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون أنها دمرت. في حين يذكر التاريخ كذلك أنه قد لحق بالمكتبة أضرار فادحة في 391 م عندما أمر الإمبراطور الرومانى ثيودوسيوس الأول بتدميرها، ويطرح بعض المؤرخون نظرية أخرى أنه رغم حريق ثيودوسيوس الأول فان المكتبة قد صمدت حتى العام 640م، حيث يقول بعض المؤرخين أنها دمرت تماما إبان فترة حكم عمرو بن العاص لمصر بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.[3] في حين ينفي مؤرخون آخرون أى صلة للمسلمين وعمرو بن العاص في حريق المكتبة حيث يقولون أن عمرو بن العاص دخل الإسكندرية في العام يوليوس قيصر عام 48 ق.م " . 642م فى وقت لم تكن مكتبة الإسكندرية موجودة حتي يحرقها لأنه "ثبت" أن مكتبة الإسكندرية تم احراقها عن آخرها في زمن الإمبراطور الروماني وانتهى الحلم الجميل وانطفا نور المعرفة وأظلمت تلك البقعة الجميلة الى ان عادث الفكرة للنور فى صورة مشروع لاحياء ذلك الصرح العظيم فكانت البداية مع إعلان مصر عزمها لاحياء المكتبة القديمةفى عام 1990 وبالفعل وبدعم من الاممالمتحدة وعديد من الدول تم تدشين الصرح العملاق بحلته الجديدة فى عام 2002 ومنذ تلك اللحظة وتلك المكتبة نبعا من المعرفة لا ينضب ابدا تزخر بملايين من المعارف والوثائق التى لا تقدر بثمن رفيعة لتكون منارة للثقافة ونافذة مصر على العالم ونافذة للعالم على مصر . وهي أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين وتضم التراث المصري الثقافي والإنساني ،و تعد مركزًا للدراسة والحوار والتسامح. ويضم هذا الصرح الثقافي: مكتبة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين كتاب ، ست مكتبات متخصصة ، ثلاثة متاحف ، سبعة مراكز بحثية ، معرضين دائمين ، ست قاعات لمعارض فنية متنوعة ، قبة سماوية ، قاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات.. وتعد المكتبة الان وقاعة مؤتمراتها بمثابة قبلة للمعرفة والثقافة بل والفن ايضا ... تضم عدة مراكز ثقافية هي: مكتبة تحتوى على عدد ضخم من الكتب مركزا لأرشيف الأنترنت . ثاني أكبر مكتبة فرنكفونية في العالم ومكتبات متخصصة وهى مكتبة المواد السمعية والبصرية مكتبة المكفوفين (مكتبة طه حسين )) مكتبة المواد الميكروفيلمية .مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة
وتضم المكتبة عدة متاحف منها : متحف الآثار متحف المخطوطات وينقسم هذا المتحف إلى الأقسام التالية: قسم الأوعية النادرة : قسم الميكروفيلم : قسم العرض المتحفي: متحف تاريخ العلوم: ومن اجمل ما يمكنك ان تزور فى مكتبة الاسكندرية .... القبة السماوية يتكون مركز علوم القبة السماوية من القبة السماوية ومتحف تاريخ العلوم الذي يقع داخل الهرم ألمقلوب أسفل القبة السماوية. صمم المتحف كوفاء للعلماء الذين أسهمت أعمالهم في نشر المعرفة العلمية. ويتضمن المركز أيضا قاعة استكشاف تقع بجانب القبة السماوية حيث يمكن للزائرين التفاعل مع المعارض آلتي تعنى بشتى الموضوعات العلمية وعلى وجه الخصوص في الفيزياء والفلك. وتضم أيضا المكتبة قاعة استكشافات ومعارض علمية للأطفال و تسعة معارض دائمة تضم تسعة معارض دائمة: (1) الإسكندرية عبر العصور (مجموعة محمد عوض)، (2) عالم شادي عبد السلام، (3) روائع الخط العربي، (4) تاريخ الطباعة، (5) كتاب الفنان، (6) الآلات الفلكية والعلمية عند العرب في القرون الوسطى، (7) محيي الدين حسين: مشوار إبداعي؛ (8) أعمال الفنان عبد السلام عيد، (9) مجموعة رعاية النمر وعبد الغني أبو العينين . مركز للمؤتمرات ويعتبر مركز المؤتمرات الملحق بمكتبة الإسكندرية من أحدث ما توصل إليه فن العمارة بالنسبة لقاعات الاجتماعات والمعارض. إن إحدى الخصائص المميزة لمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية هي كونها صممت في بادئ الأمر على أن تصبح مركزا للمؤتمرات الدولية. وتقديم الخدمات الشاملة والمتنوعة، فالمركز يعنى بمتطلبات المؤتمرات رفيعة الثقافة ويلائم الندوات والاجتماعات والدورات التعليمية. سبعة مراكز بحثية متخصصة وهى o المخطوطات o توثيق التراث o الخطوط والكتابة o العلوم المعلوماتية o دراسات الإسكندرية والبحر الأبيض المتوسط o الفنون o البحوث العلمية o منتدى الحوار وتظل مكتبة الاسكندرية الحديثة تاريخا يكتب امام اعيننا ويسطر بحروف من نور وعلم وثقافة تحارب بكل قوتها كل ما هو مضلل وجاهل .... تظل هى مركز الاشعاع والتاريخ الذى نراه حيا امام اعيننا لنفخر به دوما فليس كل التاريخ كان ... فهناك تاريخ يبنى فهو كائن وسيكون بمرور الوقت اعظم واعظم بايدينا