أصدقاء اليوم أعداء المستقبل.. هكذا وصف الإعلامي الأمريكي المخضرم إريك ستاكلبيك والمتخصص في قضايا الإرهاب والأمن القومي العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والولاياتالمتحده مستقبليا ليحذر من الخطر المتنامي الذي يهدد أمن الولاياتالمتحدة اذا استمر تنامي الجماعة- الإرهابية من وجهة نظره- ونفوذها سواء في منطقة الشرق الأوسط أو علي مستوي العالم. في كتابه الجديد الإخوان المسلمون: العدو القادم للولايات المتحدهالأمريكية يكشف ستاكلبيك الوجه القبيح لجماعة الإخوان المسلمين وأن استمرار وجودهم علي الساحة كممثل لتيار الإسلام السياسي يمثل تهديدا صريحا علي الأمن القومي الأمريكي ومن ثم تصبح الجماعة العدو الأكبر الذي سيواجه الولاياتالمتحدة في المستقبل. ويروي ستاكلبيك في كتابه تجاربه المباشرة لمدة11 عاما مع جماعة الإخوان من خلال تتبع تحركاتها السياسية و إجراء مقابلات مع أعضائها وقياداتها وتتبع بعض الأحداث والقضايا القومية التي تورطت فيها. ويفضح ستاكلبيك أن جماعة الإخوان انخرطت بالفعل في أعمال إرهابية واغتيالات وتبنت خطابات معاداة السامية علي مداي قرن من الزمان. ويري ستاكلبيك أن حقيقة جماعة الإخوان مخبأة وراء عباءة من الاحترام للدعاوي الغربية والمثل العليا ومباديء الحرية والديمقراطية المزعومة والتي في حقيقتها مباديء إرهابية مسلحة تتبني منهج العنف وتتجلي في ممارساتهم علي مر الزمان. وفي أقوي تصريح لستاكلبيك في كتابه, يقول ستاكلبيك إنه لولا وجود الإخوان المسلمين لما وقعت أحداث11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة, فهو يري أن استهداف برجي مركز التجارة العالمي بتفجيرات إرهابية أزهقت أرواح الأمريكان الأبرياء هو من تخطيط جماعة الإخوان المسلمين. وهو ما يعزز بالفعل احتمالات وقوع أحداث مماثلة مستقبلا تهدد الأمن الأمريكي. ويركز ستاكلبيك في فصل في الكتاب بعنوان تاريخ من العنف علي النزعة الإرهابية العنيفة لدي جماعة الإخوان ويري أنها بمثابة الأب الروحي في العصر الحديث لممارسات الإرهاب تحت مسمي الإسلام السياسي. ويتناول ستاكلبيك في كتابه عدة نقاط محورية تتبلور حولها العلاقه بين الإخوان والولاياتالمتحدة. ويكشف ستاكلبيك كيف وضعت إدارة أوباما الإخوان في مصر علي أعتاب السلطه.ويتناول الكتاب أيضا تداعيات مثيره للقلق لأمريكا وأوروبا وإسرائيل من الصعود السريع لجماعة الإخوان.ويحذر الكتاب أيضا من السذاجة القاتلة التي يتمتع بها قيادات الإخوان وكيف أنها تشكل خطرا علي الأمن القومي في أمريكا والدول الحليفة لها. ويتتبع الكتاب نشأة الجماعة بدا من جذورها العنيفة علي يد حسن البنا مؤسس الجماعة وصولا إلي تبني الاستراتيجية الحالية التي وصفها ستاكلبيك بأنها استراتيجية الجهاد السري. ولا ينكر ستاكلبيك التحول السريع في استراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه الإخوان باعتبارهم ممثلا لتيار الإسلام السياسي في دول منطقة الشرق الأوسط. إن هذا التحول السريع في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان المسلمين, لم يكن ليحدث لولا التغيرات السياسية الأخيرة في المنطقة. فكثيرا ما كانت واشنطن مترددة في دعم مشاريع دعم الديمقراطية في العالم العربي خوفا من تصاعد الوزن السياسي لجماعات الإسلام السياسي في ظل ضعف التيارات الليبرالية في المنطقة. ولكن بعد أن تغير المشهد السياسي نتيجة الثورات العربية وإسقاط معظم النظم السلطوية الحاكمة, تغيرت رؤية واشنطن لهذه الجماعات. وتشير عدة وقائع سياسية إلي أن هناك قبولا أمريكيا لجماعات الإسلام السياسي, وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين, علي خلاف ما كان سائدا منذ عقود من الزمن, حيث كانت الجماعة تنتقد الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعمها الدكتاتوريات القائمة آنذاك في الدول العربية, ومن الجهة المقابلة, كانت الولاياتالمتحدة تخشي هذه الجماعة وغيرها من جماعات الإسلام السياسي, وتعتقد أنها غير قادرة علي تبني قواعد الديمقراطية والالتزام بها لأنها لم تكن تري فيها حليفا استراتيجيا يحافظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة. ويمكن القول إن رغبة الولاياتالمتحدة في الحفاظ علي مصالحها في المنطقه وتحقيق اصطفافات سياسية تضمن أمنها الاستراتيجي هو خير دافع للتحالف مع الإخوان. فالولاياتالمتحده لم يبق أمامها خيار بعد قيام ثورات الربيع العربي إلا مساعدة الشعوب العربية في تحقيق الديمقراطية والحرية وضمان الشفافية ومكافحة الفساد لكي تنشأ من خلالها بيئة مستقرة تخدم مصالحها. وبالتالي, وجدت الولاياتالمتحدة نفسها مضطرة للتقرب من جماعة الإخوان المسلمين, كإحدي قوي الإسلام السياسي, والتي حققت انتصارا شعبيا في أغلب دول الثورات العربية خاصة في مصر. وهذا التقارب الاضطراري قد يحل محل النمط القديم الذي ميز السياسات الأمريكية حيث كانت تصنف تيارات الإسلام السياسي عامة, علي أنها جماعات وأحزاب وحركات متطرفة وإرهابية غير قادرة علي دعم الديمقراطية. وبذلك فإن الولاياتالمتحدة تنتهج مسعي جديدا يهدف إلي دعم هذه الجماعات التي أصبحت واقعا سياسيا; حيث أصبحت هي من يحكم, ويرعي مصالح شعوبها عبر القانون والدستور الذي من المفترض أن يحمي حقوق الإنسان, ويدعم حرية الفكر والتعبير, ويضمن حماية الأقليات, ويدعم حقوق المرأة. الواقع السياسي الجديد يؤكد أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة مهتمة باستمرار علاقاتها الجيدة مع الدول العربية, فلا بد لها من تغيير استراتيجياتها احتراما لرغبة الشعوب العربية, وتأكيدا منها علي حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة. ولكن هذا لا يعني أن تغير واشنطن استراتيجياتها تجاه المنطقة بما يضر مصالحها, وينشئ بيئة جديدة تضر بها, سواء من خلال الإرهاب أو أي صورة أخري. فهناك أولويات محددة في سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة, وأي انحرافات في سياسات جماعة الإخوان المسلمين علي نحو يضر بالمصالح الأمريكية سيشكل عوائق وكوابح يمكن أن تسبب ارتباكا في تلك العلاقة الجديدة. وثمة عوائق يضعها ستاكلبيك في كتابه تضع النفوذ العالمي المتنامي للإخوان المسلمين في مواجهة أمام تحديات الأمن القومي الأمريكي. فمعطيات الواقع تفرض احتمال أن يصطدم الإخوان المسلمون يوما بالولاياتالمتحدة بشأن حركة المقاومة الإسلامية حماس, فحركة حماس التي تتوافق فكريا مع جماعة الإخوان المسلمين, قد تكون بمثابة الشوكة في العلاقة بين الجانبين. حيث تطالب الولاياتالمتحدة حماس بالاعتراف بإسرائيل ونزع سلاح المقاومة وإثبات حسن السير والسلوك في إدارة العلاقات الدولية, ويبقي التساؤل مرتبطا بمدي قدرة جماعة الإخوان في مصر وتونس علي مواجهة الولاياتالمتحدة, وتثبيت حق حركة حماس في المقاومة, واستخدام السلاح ضد الاحتلال الإسرائيلي كما هو الحال مع حزب الله اللبناني وغيره من الحركات والفصائل والتنظيمات التي تدعو إلي مقاومة إسرائيل علنا وتتبني العمليات العسكرية ضدها. كما أن شكل وطبيعة علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع إيران ستؤثر في شكل وطبيعة علاقتها مع واشنطن, وتتطلب البراجماتية من الطرفين أن يستوعب كل طرف مصالحه في المنطقة. فبلا شك, لا تريد واشنطن أن تكون لإيران مساندة عربية, كما أنها لا تريد أن يكون لإيران قوي ونفوذ في الدول العربية. كما أن عزل إيران علي المستوي الدولي يشكل إحدي أولويات واشنطن في المنطقة. وبالتالي, فإن اتجاه الجماعة للتقارب أو التحالف سياسيا مع إيران, سيكون عائقا لاستمرار حالة القبول الأمريكي لها. وفي مصر فتح الرئيس الإخواني محمد مرسي طريقا جديدا لاستئناف العلاقات مع إيران بعد30 عاما من الانقطاع وهو بالطبع ما أثار قلق الإدارة الأمريكية في هذا الشأن. نشر كتاب الإخوان المسلمون.. العدو القادم للولايات المتحدةالأمريكية في256 صفحة في15 يوليو لعام2013 باللغة الإنجليزية في الولاياتالمتحدة اللأمريكية. إريك ستاكلبيك مؤلف الكتاب هو إعلامي مخضرم ومراسل صحفي متخصص في شئون الإرهاب وقضايا الأمن القومي عمل في الإعلام الرقمي والمرئي وقنوات الراديو. عمل في شبكة سي بي ان الإخبارية الأمريكية وشارك في تغطية الحرب العالمية علي الإرهاب وتغطية كل ما يتعلق بقضايا الأمن القومي للولايات المتحدة وتابع صعود تيارات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط.